blockquote> أنا تخين I m obese: سندويتش فول Bean Sandwich

الجمعة، 24 فبراير 2012

سندويتش فول Bean Sandwich

أنا مغرم بالتفاصيل الصغيرة 
وعاشق للتأمل 
حياتي ستكون قصيرة ربما 
ولكنني من الذين يؤمنون بأن القراءة ( كما قال العقاد ) تعطينا أكثر من حياة 
وأكاد أبكي كلما شاهدت فيلم أحمد حلمي البديع ( 1000 مبروك ) خصوصا وهو يردد بصوت عذب في المشهد الأخير تلك العبارة المؤثرة ( أن تكون غائبا حاضرا خير من أن تكون حاضرا غائبا ) 
تمر بي الحوادث فأراها بعين أخرى غير التي يرى بها الناس تلك الحوادث 
عين خبيرة فاحصة تبحث عما وراء الموقف ، وتهتم بما هو أبعد من تلك المواقف 
فآخذ منها العبر والعظات 
لست حكيما 
والله أعلم بحالي 
وأرجوكم ألا تعتبروا ما أقول نوعا من البروباجندا ، أو النرجسية الكاذبة 
ويشهد الله أنني أبعد الناس عن حب الذات 
وكل ما أتمناه أن يحبني الناس كما أحبهم 
أنا أعتبر نفسي مثل والدتي الراحلة 
خلقت لأحترق ( بحب ويشهد الله ) من أجل من حولي 
قد تراني مغرورا 
ولكنك إن رأيتني فلا بد أن تتيقن أنني والغرور نقيضان 
المهم 
لأنني تعودت أن أتأمل حياتي وحياة من حولي 
فقد لاحظت منذ عدة أيام ملاحظة غريبة ومضحكة 
ربما ستعتبرها ملاحظة سخيفة أو تافهة أو حتى ( عبيطة ) ولكنها استوقفتني 
وعلى قدر بساطتها فقد تبين لي أن وراءها الكثير من الدروس 
لقد لاحظت ( وأرجو ألا تضحكوا علي ) أنني ( ومنذ عدة سنوات ) أصبحت من عشاق ( سندويتش الفول ) !!!! 
ولعلكم تسألون : وماذا في ذلك ؟ 
بل : وماذا يهمنا في أن تكون من عشاق سندويتش الفول ؟!!!!! 
ما فائدة هذا الاكتشاف الباهر ؟!!!!! 

والحقيقة أن سبب توقفي عند ( ذلك الاكتشاف الخطير ) وتفكيري في ( هذه الملاحظة التافهة / العظيمة ) أنني كنت منذ سنوات طويلة لا أطيق ( سندويتش الفول ) بل وأتعجب من هذه الكائنات العجيبة التي تدخل إلى المطعم فتطلب ( سندويتش فول ) !!!! 
وذلك لأنني كنت ( خلال هذه الفترة ) من عشاق ( سندويتش الطعمية ) 
وهكذا سألت نفسي : ما الذي حولني ( دون أن يلفت ذلك نظري ) من عشاق ( سندويتش الطعمية ) إلى مريدي ( سندويتش الفول ) ؟!!! 
وهل تم ( هذا التحول الاستراتيجي ) جزافا ومصادفة ؟! 
أعتقد أنكم تضحكون الآن 
وأنا ( يعلم الله ) لا أعتب عليكم ؛ لسبب بسيط : وهو أنني أضحك الآن مثلكم تماما !!!! 
ولا تعتقدوا أن ملاحظتي هذه تافهة ولا قيمة لها 
بالعكس ، ستكتشفون بعد قليل مدى أهمية هذه الملاحظة الحيوية ، وكيف اعتبرتها من أهم الاكتشافات في حياتي !!! 
الأدهى أنني عندما دققت في الموضوع ، وأعطيته ما يستحق من الاهتمام ، لاحظت أن تحولي من عشق ( سندويتش الطعمية ) إلى الوقوع في حب ( سندويتش الفول ) لم يكن مباشرا ، وإنما مر بتحول وسيط أصبحت خلاله من عشاق ( سندويتش الماكس ) ( وأقصد به سندويتش الفول على الطعمية ) !!!!!!!!! 
أعتقد أنكم ستقعون على الأرض الآن من الضحك بسبب تلك الملاحظات الفلسفية والاكتشافات الإنسانية غير المسبوقة !!!! 
أرجوكم : اصبروا حتى تفهموا وجهة نظري ! 
معنى هذا أن حياتي مرت بثلاث مراحل 
المرحلة الأولى : مرحلة عشق ( سندويتش الطعمية ) 
المرحلة الثانية : مرحلة التحول إلى عشق ( سندويتش الماكس ) 
المرحلة الثالثة : مرحلة الاستقرار على عشق ( سندويتش الفول ) 

في المرحلة الأولى ( المرحلة الأولى من حياتي )
 كنت من مشجعي ( سندويتش الطعمية ) بحيث كنت أعتقد أن كل من يطلب ( سندويتش فول ) هو إنسان غير سوي ؛ فكيف يترك سندويتش الطعمية المنفوخ الممتلئ بحشو لذيذ من الطعمية الساخنة والباذنجان المقلي وقطع البطاطس المحمرة والخضار والطحينة ، ويطلب ( سندويتش فول ) ؟ 
كان سندويتش الفول يرمز عندي للطعام ( البايخ ) الذي ليس له أي طعم 

وفي المرحلة الثانية من حياتي 
( علما بأن هذا التحول تم لا شعوريا ، ولم ألاحظه إلا بعد سنوات طويلة ) بدأت أنفر من ( سندويتش الطعمية ) ، وبدأت نظرتي إليه تتحول إلى كونه ( سندويتش المراهقين ) ، كما أنني بدأت ألتفت إلى خطورته على الصحة بمكوناته الغارقة في الزيوت غير الآدمية التي تستعملها المطاعم ، خصوصا بعد أن بدأت حالتي الصحية تسوء ، وبعد إصابتي بمرض السكر ، فانتقلت ( النقلة النوعية ) الثانية في حياتي !!! 
فأصبحت أميل أكثر إلى طلب ( سندويتش ماكس ) ، وأصبحت متعتي الجديدة هي الجلوس على المقهى بعد شراء ( سندويتش الماكس ) لأتناول إفطاري ، ثم أشرب الشاي وأنا أتصفح الجرائد 

المرحلة الثالثة
ودون أن أن أدري ، وبدون أي سبب مفهوم انتقلت ( لا شعوريا ) إلى المرحلة الثالثة ( وربما الأخيرة ) من حياتي ، وأقصد بها مرحلة ( سندويتش الفول ) وهو الطور الذي أمر به الآن ، لقد زاد نفوري من ( سندويتش الطعمية ) بحيث أصبحت أعتبره ( من بقايا العهد البائد ) ، ليس هذا فقط وإنما كرهت ( سندويتش الماكس ) وأصبحت عضوا في الفريق الذي يشجع ( سندويتش الفول ) 

ولأن أخوكم مغرم ( كما قلت لكم ) بالتفاصيل الصغيرة ، فلم أدع هذا الاكتشاف يمر مرور الكرام 
وقررت أن أبحث فيما وراء هذه التحولات الاستراتيجية 
وأدركت أن هذه التحولات لم تحدث عبثا 
وإنما لا بد أن هناك غايات ودروسا وعبرا وراء هذه التحولات 

وفكرت كثيرا لأصل إلى النتائج التالية : 

( أولا ) سندويتش الطعمية هو رمز للبدايات المبكرة من حياتي بما تمثله من رعونة ومراهقة وعادات سيئة وسلوكيات غير صحية : ففي هذه المرحلة كنت متسرعا ، كما كنت ( وهذه أول مرة سأتحدث فيها عن السياسة ) عضوا في جماعة الإخوان المسلمين ، فكنت ( فكريا ) مجرد تابع بلا عقل ، أنظر للفكر وللإبداع باحتقار وأقيم من حولي بفكر جامد وعقل مغلق 

( ثانيا ) تمثل مرحلة ( سندويتش الماكس ) فترة التخبط وعدم الاستقرار في حياتي ، وأرجو أن تلاحظوا أن ( سندويتش الماكس ) هو رمز للحيرة وعلى عدم القدرة على أخذ قرار حاسم ؛ فلا هو ( سندويتش الطعمية ) بكل لذته ( وضرره في نفس الوقت ) ، ولا هو ( سندويتش الفول ) الذي هو الصفاء التام من كل الشوائب 
في هذه المرحلة كنت قد هجرت جماعة الإخوان المسلمين للأبد ( ربما أفرد عنها مقالا قادما .... فقط إذا امتلكت الشجاعة لمواجهة مؤيديها من زوار المدونة ) وبدأت أتخبط ( فكريا ) بين عدة اتجاهات ، كما كانت حالتي الصحية قد ساءت بشكل كبير ، وزادت بدانتي ، وتضاعفت حساسيتي من موضوع البدانة 

( ثالثا ) ثم جاءت مرحلة ( سندويتش الفول ) لتمثل الاستقرار التام ، والوقار ، والاتزان الفكري والعاطفي 
في هذه المرحلة أصبحت حالتي الصحية حساسة جدا ، وأصبحت أبا ( بدينا ) لا تعذبه بدانته بقدر ما تعذبه بدانة أولاده ، ولا يشعر من الرعب من تعرضه للسخرية إلا خوفا من أن تصل تلك السخرية إلى سمع أطفاله فيتعذبوا من أجله ، وفكريا أصبحت أكثر نضجا ، وزادت مساحة الرحابة في تفكيري فوسعت الجميع 

والآن إليكم بعض الأسئلة التي تشغلني : 
1 - هل مرحلة ( سندويتش الفول ) ستكون المرحلة الأخيرة من حياتي ؟ وهل من الممكن أن يحدث ما يشبه الانتكاسة فأجد نفسي من عشاق ( سندويتش الطعمية ) / ( مرحلة الرعونة في كل شيء ) من جديد ؟ 

2 - هل ترى نفسك ( أيها الزائر ) من عشاق ( سندويتش الطعمية ) أم ( سندويتش الماكس ) أم ( سندويتش الفول ) ؟ 
صدقوني : إذا عرفتم الإجابة ستفهمون حياتكم 
أحبكم
.

هناك تعليق واحد:

  1. اسجل اعجابى بالمدونة و طريقة كتابتك و لقد قرات معظم مواضيع المدونة تقريبا
    اشعر بمعاناتك فقد عانيت مثلك
    ادعوك و ادعو نفسى للثورة على هذا الوضع حسنا سابدا انا من اليوم ان شاء الله
    اما بخصوص هذا الموضوع فاعتقد اننى فى مرحلة سندوتش الماكس d:

    ردحذف