blockquote> أنا تخين I m obese: مارس 2011

الاثنين، 21 مارس 2011

معنى أن تكون بدينا What it means to be obese


أن تكون بدينا هذا شيء صعب جدا على النفس ولن يدرك ذلك إلا البدين
فلو كنت حضرتك صاحب قوام رياضي ( يا بختك يا عم ) ممشوق
ولو كنت صاحبة جسم فرنساوي متناسق
فلن تدركوا أبدا معنى أن تكونوا بدناء
وإنما سيدرك ذلك من كان
Fat like me
معنى أن تكون بدينا أن تتجنب تماما الوجود أو المرور أمام الأطفال لأنهم سيشيرون إليك ويسخرون منك وستسمع منهم عبارات جارحة وثق أن الأطفال كلهم كذلك 

معنى أن تكون بدينا أن تفكر طويلا قبل ركوب أي من وسائل الانتقال العامة كالميكروباص لأنه ليس أقسى على سائق الميكروباص من ركوب شخص بدين معه لأنه ببساطة بيحمل أربعة في الكرسي ومعنى وجود حضرتك أنك ستكون سببا في خسارته لذلك النفر الزيادة وبالتالي سيتعامل معك على أنك عدوه وسيسعى لمضايقتك بكل الطرق حتى يثنيك عن الركوب معه وسيزين لك الانتظار للسيارة التالية وسيحدثك عن كون السيارة التالية أكثر اتساعا ومقاعدها أكثر راحة على اعتبار أنه لا يهمه إلا راحتك بغض النظر عن أي شيء آخر وآه لو سواق العربية التالية سمع هذا الحوار أو أحس به ستجد نفسك في موقف لا تحسد عليه حيث سيدور بينهما نقاش حامي حول أحقية كل منهما بتلك المصيبة ( اللي هي حضرتك ) وستدور كل تلك الأحداث العبثية أمام الركاب الذين سيتبادلون الابتسامات والنظرات والسخرية وأنت لا حول لك ولا قوة 

معنى أن تكون بدينا ألا تفكر مجرد تفكير في شراء أية ملابس جاهزة فتلك الرفاهية ليست لأمثالك خصوصا إذا كنت من أصحاب الوزن الثقيل قوي وستجد نفسك ملزما دون بقية خلق الله بتفصيل الملابس في عصر كاد الترزية فيه أن ينقرضوا بسبب انتشار الملابس الجاهزة وخصوصا الصيني منها في كل مكان وبأسعار في متناول الجميع 

معنى أن تكون بدينا أن تكون مواطنا درجة ثالثة ليست لك حقوق من أي نوع 

معنى أن تكون بدينا أن تمتنع عن مشاهدة التليفزيون وسط أية تجمعات لأنك ستواجه عشرات المشاهد أثناء جلوسك التي تسخر من البدناء وتمسح بكرامتهم الأرض في وصلات سخرية ممجوجة وضحكات رقيعة من كل المحيطين بك وربما نظرات غير بريئة تعتبر ما تراه على الشاشة إسقاطا مباشرا عليك 

أن تكون بدينا معناه أن تظل بالساعات تلف في الشوارع لاختيار مقهى تشتاق للجلوس عليه ويمنعك من ذلك استخدام أغلب المقاهي للكراسي البلاستيكية الصغيرة ( الصيني برضه ) التي لم يتوقع من صنعها أن سيادتك ستجلس عليها بكل أبعادك المترامية 

أن تكون بدينا فإن هذا معناه ألا تفكر طوال وجودك في الخارج في مسألة قضاء الحاجة ونصيحة مني إذا وجدت نفسك في حاجة لدخول الحمام فلا تتردد في العودة إلى منزلك فورا ولو كان يفصلك عن منزلك شوارع وأحياء حيث لن تجد غالبا في أي مكان عام ( قعدة أفرنجي ) وإنما ( القعدة البلدي ) السخيفة هي المعتمدة في مثل هذه الأماكن وطبعا من المستحيل عليك استخدامها 

أن تكون بدينا فإن هذا معناه أنه يستحسن لك إذا كنت تريد ممارسة حياتك بصورة شبه عادية أن تتزوج لأنك ( دون خلق الله الأصحاء ) تحتاج إلى شخص تعتمد عليه في ارتداء ملابسك وحذائك وغير ذلك من الطقوس التي تحتاج إنسانا طبيعيا وليس عاجزا مثلك ومثلي وحتى الزواج ليس نهاية المطاف ولا الحل الأكيد لهذه الظروف لأنك لا تحتاج زوجة عادية وإنما زوجة استثنائية نادرة سيكون عليها إذا كان لها ثلاثة أطفال أن تعرف أنهم في الحقيقة خمسة باعتبار حضرتك باثنين وصدقني ليس من السهل أبدا أن تجد هذه الزوجة الاستثنائية بنت الحلال ومع احترامي للجميع فإنني أعتقد أنك ستكون مضطرا لنسيان موضوع الجمال تماما أو أية مواصفات يتمناها الإنسان في شريكة حياته ومعليش ما تزعلش مني ما الذي يضطر واحدة جميلة أن تتزوج حضرتك لتعيش معك هذا الغلب الأبدي طول العمر ...... أنا والله لا أريد أن أحبطك إذا كنت بدينا وتفكر في الزواج ولكنني لا أحب لك أن تعيش في الأوهام فليس لك أن تفكر في زوجة جميلة وأنت بهذا الشكل إلا إذا كنت تملك شيئا كبيرا يعوضها عن منظرك كأن تكون ثريا جدا مثلا ......... غير ذلك فخذها نصيحة مني خليك متواضع واعرف أن الجمال ليس لنا 

أن تكون بدينا فإن معنى ذلك ألا تفكرر في الزواج إلا من بيت تعرفه ويعرفك أهله ولا تغامر بالذهاب إلى بيت لست معروفا فيه لأنك في الغالب ستكون كالكائن الخرافي حيث ستكون مثار سخرية وتندر هذا البيت بكل تشعباته وامتداداته وبيوت الأعمام والأخوال والخالات والجيران والشارع الذي يقيمون فيه وربما الشوارع المجاورة حيث سيسعى كل هؤلاء للفرجة وستجد الكثير من الشامتين والشامتات الذين سينمون في العروسة ويقولون لبعضهم : تستاهل خليك في الأمان وروح لناس عارفينك كويس وبلاش بهدلة 

إذا كنت بديا فمن الأفضل لك أن تحرص تماما على عدم وجود أي مرايا في البيت فإنك لا بد تعرف أن العدو التاريخي للبدين هي المرآة لأنك ولو كنت مثلي كالديناصور ستتخيل وستمني نفسك في كل لحظة أنك خفيف وأن مشيك طبيعي وأن الأمر ليس بهذا السوء ولن يكدر عليك تلك النظرة الحالمة إلا مطالعتك لنفسك في المرآة حيث ستصدم صدمة لن تتحملها لذلك وتجنبا لتلك الصدمات استغني تماما عن المرآة وخليك عايش في العالم الوردي وسيبها بظروفها 

أن تكون بدينا وما زلت في مرحلة المراهقة فلا تحاول مجاراة أصدقائك الذين يتباهون بعلاقاتهم مع زميلاتهم ويذكرون القصص عن مغامراتهم معهم ويتبادلون شرائط الغرام وكتب الحب كل هذه الأمور ليست لك ولن تكون لك أبدا فخليك واقعي وما تحاولش 

أن تكون بدينا وما زلت طالبا ( حتى لو كنت متفوقا زيي) فخذها من قاصرها ( زيي برضه ) وبمجرد أن يدق الجرس معلنا بداية حصة الألعاب التي ينتظرها العيال بشغف من الأسبوع للأسبوع فدع زملاءك يلعبون ويمرحون ويستمتعون بالحصة واذهب أنت إلى حجرة التربية الرياضية عشان تكنسها وتنضفها 

معنى أن تكون بدينا فإنه يستحسن لك أن تكون طالبا متفوقا لتجني قدرا كبيرا من السخرية من زملائك ومن مدرسيك لأنك لو جمعت بين البدانة والخيابة في المدرسة فإنك ستجني قدرا كبيرا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا من سخرية زملائك ومدرسيك 

معنى أن تكون بدينا أن تحاول أن تتميز بأي شيء يعوضك عن الإحساس الكبير بالدونية فتحاول مثلا إنك تغشش كل زملائك في الامتحان عشان يحبوك ويكفوا عن السخرية منك 

معنى أن تكون بدينا أن تعرف بأنك ستعيش على الهامش منبوذا من أغلب فئات هذا المجتمع فاقدا للثقة في نفسك وأن أمنيتك الكبرى في حياتك أن تعيش ولو يوما واحدا إنسانا طبيعيا بحجم طبيعي يعامل بشكل طبيعي في المجتمع 

معنى أن تكون بدينا أن تغيب من الدرسة في أي يوم من المفروض إنكم هتدرسوا فيه أي حاجة عن الجسم الصحي وعن العادات الصحية وعن ممارسة الرياضة لأنك ستكون هدفا وحيدا طوال الحصة لسخرية الجميع 

أن تكون بدينا ( وأنا طوال حديثي أتحدث عن الولد والرجل البدين أما البنت والسيدة البدينة فلهم الله ) فإن هذا معناه أن تعيش طوال حياتك ( قبل الزواج ) مقيدا بسؤال مرير عن العلاقة بين الحجم وعملية الجماع وهل ستستطيع ممارسة حياتك الجنسية بعد الزواج بشكل عادي أم لا وهل سيؤثر حجمك في الموضوع وما هي الأوضاع المناسبة لمن هم في مثل حجمك ومما سيصعب الموضوع عليك إحساسك بأنك ربما الشخص الوحيد في الدنيا الذي لا يستطيع رؤية عضوه الجنسي إلا في المرآة 

أن تكون بديا فهذا شيء قاسي وغير إنساني ولن يشعر بذلك إلا البدناء

.

الجمعة، 18 مارس 2011

fat like me





في طفولتي
كنت مغرما بالقراءة
لأنني ببساطة ولدت في عائلة مثقفة تعشق القراءة
ورحم الله الوالد الذي ما كان يسافر إلى أي بلد مجاور إلا وعاد لي محملا بالكتب
والدي الذي أدين له بما تربيت عليه من حب القراءة
ورغم أنه كان رجلا بسيطا يعمل في التجارة ولم ينل أي قسط من التعليم إلا أنه كان يجيد القراءة والكتابة لا يمر يوم دون أن يشتري لنا الجرائد
ولنفسه طبعا
غفبم يكن غريبا علي أن كنت أقرأ الصحف بانتظام منذ كنت في الصف الثالث الابتدائي
ورثت عنه رحمه الله حب القراءة وجمال الخط وحب نادي الزمالك
ورغم أن الانترنت بدأ يغني عن شراء الكتب
وعشق الزمالك أصبح مجرد ماضي
إلا أن حب القراءة استمر معي
ومن بين الكتب التي قدر لي أن أقرأها في صغري من ضمن مئات الكتب كتاب قديم مترجم عن الإنجليزية عنوانه ( أسود مثلي ) وهو ما ترجمته أيامها ( black like me ) وهذا الكتاب عبارة عن قصة حقيقية دارت في أمريكا عن شخص أبيض متعاطف مع السود وما يلاقونه من امتهان في بلاده في الخمسينيات على ما أعتقد
وربما قبل ذلك
وقد قرر هذا الشخص أن يعبر عن تعاطفه معهم بشكل عملي فصبغ لون جلده بطريقة معينة حيث تحول لون بشرته إلى اللمون الأسود وانطلق في شوارع أمريكا وخصوصا الأحياء الأكثر عنصرية وكرلاها للسود
ورصد في كتابه ما لاقاه من ذل وإهانة وامتهان طوال الفترة التي تقمص فيها هذا الدور
وما زلت أذكر السلوكيات والممارسات الفظيعة التي كان البيض يمارسونها ضد السود والإيذاء الذي كان السود يتعرضون له بدءا من منعهم من قضاء حاجتهم إلا في الأماكن المخصصة للسود مرورا بمنعهم من ارتياد المطاعم والأماكن العامة التي يرتادها البيض انتهاء بالعنف البدني الفظيع الذي كانوا يتعرضون له لمجرد أن بشرتهم سمراء
ما زالت هذه الرواية الجميلة تحتل ذاكرتي بكل تفاصيلها
حتى خطر في بالي منذ فترة سؤال
إذا كان هذا الرجل قد تعاطف مع هؤلاء الناس الذين كانوا يتعرضون لأشد حالات التفرقة العنصرية لدرجة أنه قرر اقتحام المخاطر من أجل رصد تلك الممارسات فلماذا لا نجد نحن ( وأقصد تلك الطائفة المضطهدة والممتهنة المسماة بالبدناء ) من يتبنى قضيتهم وما يتعرضون له من ممارسات لا إنسانية في كل مكان
ليخرج علينا بعدها بكتاب عنوانه ( fat like me ) فهل يحدث ذلك
هذا ما أتمناه

.

الأربعاء، 16 مارس 2011

ياه ........... ياريتني كنت تخين قوي I wish I were very obese





من فضلك إذا كنت قد قرأت العنوان
فلا تتعجب
ولا تعتقد أن هذه العبارة قد صدرت عن شخص نحيف يتمتى أن يصبح ليس فقط بدينا وإنما بدين قوي
هذا إذا كان هناك إنسان واحد في العالم يتمنى أن يكون بدين قوي
أنا أسمع أن الشخص النحيف والبنت النحيفة ربما كان يتردد على طبيب " ليعالجه " من النحافة
فهل حقا يعتبرون النحافة المبالغ فيها مرضا ؟
من الصعب على شخص مثلي على استعداد أن يتخلى عن عدة سنوات من عمره في مقابل أن يصبح نحيفا ليوم واحد ..... من الصعب على شخص مثلي أن يتصور أن هناك إنسانا في العالم يتمنى أن يكون بدينا
ورغم أنني أعرف أن الممنوع مرغوب
وأنه ربما كان من الطبيعي أن يتمنى النحيف البدانة بل ربما يحقد على شخص آخر لأنه بدين
إلا أنني واثق تماما أن المعاناة التي يمر بها الشخص يالغ النحافة لا تقارن بالمعاناة التي يعيشها الشخص بالغ البدانة
مهما قال الشخص النحيف غير ذلك
وستتعجب أكثر عندما تعرف أن الشخص الذي يردد العبارة الموجودة في عنوان المقال في كل لحظة هو العبد لله
نعم
لا تتعجب
أنا أقول لنفسي في كل لحظة
وطوال عمري
ياه .......... ياريتني كنت تخين قوي
ولا يوجد أي تعارض
كما لا يوجد أي تناقض
أنا بالفعل أتمنى أن يأتي اليوم الذي أكون فيه تخين قوي
فالحقيقة أن حالتي تفوق هذه المرحلة بمراحل
وأقصد بها مرحلة تخين قوي
فأنا أعتقد أنني تخين قوي قوي قوي قوي
وأنظر أحيانا إلى أي شخص بدين
أو بدين قوي
فأتمنى أن أكون مثله
ياه .......... نفسي أكون تخين قوي

.

الأحد، 13 مارس 2011

حق البدين في العلاج



بسم الله الرحمن الرحيم
أسباب كثيرة دفعتني للتوقف عن الكتابة خلال الفترة الماضية
وهذه الأسباب هي نفسها الأسباب التي تجعل من كل صاحب مدونة يبدأ الكتابة بحماس ثم يقل حماسه تدريجيا حتى يتوقف عن الكتابة لفترات طويلة وربما إلى الأبد
لماذا كان التوقف
ولماذا كانت العودة
أما توقفي عن الكتابة فسببه الانشغال بأمور كثيرة أهمها المرض
نعم المرض
وحتى هذه اللحظة ما زلت مريضا
بل في الحقيقة ربما كنت أعيش أيامي الأخيرة
أما العودة إلى الكتابة فسببها هو نفس سبب توقفي عن الكتابة
بسبب المرض توقفت
وبسبب المرض أعود إلى الكتابة
وحتى لا تتعجبوا من هذا التناقض سأقص عليكم القصة
منذ أكثر من سبع سنوات أصبت بخراج على فتحة الشرج
وأخبرني الأطباء بأنني لا بد أن أجري جراحة لإزالة الخراج حتى لا يتحول إلى ناسور
وكانت كلمة الناسور جديدة علي
وحدث ما كان يخشاه الجميع
حيث فتح الخراج قبل عمل العملية
وطوال هذه السنوات أتعذب وأتألم
ولن يفهم كلامي إلا من عاش هذه التجربة
عافاكم الله
آلام مستمرة
ونزيف وصديد بشكل دائم
وضاعف من الآلام وساعد على تدهور الحالة إصابتي بالسكر منذ سنوات
وأصبحت المعادلة كالتالي
ارتفاع السكر ( وهو دائما مرتفع ) يزيد مكن تدهور الناسور وتدهو الناسور والنزيف الشرجي المستمر يساعد في ارتفاع نسبة السكر
المشكلة لم تكن في الأظلم لأنني كنت على استعداد أن أتعايش مع الألم كما أن المشكلة ليست في المضاعفات الخطيرة التي بدأت تصيبني من هذا الوضع المتشابك وإنما المشكلة الحقيقية كانت في عملي في التدريس الذي هو مصدر الدخل الوحيد لي وللأسرة التي أعولها
حيث تكرر غيابي لفترات طويلة وتكرر الخصم بسبب تجاوز الحد المسوح به في جميع إجازاتي سواء الإجازات العارضة أو الاعتيادية أو الإجازات المرضية ( ومن المضحك المبكي أن الحكومة جعلت للمرض أقصد للإجازات المرضية حدا لا يجب أن يتعداه الموظف يبلغ تقريبا 90 يوما في كل دورة مرضية أي كل 3 سنوات أي أن الحكومة تشترط علي ألا أمرض زيادة عن 90 يوما كل 3 سنوات وما زاد عن ذلك علي أن أتحمال خصمه من راتبي ) وكان نتيجة ذلك تكرار الخصم من المرتب حتى أصبحت شبه معدوم الدخل
خلال هذه السنوات لم آخذ أي علاج ولم أعمل العملية اعتقادا مني بأنه يمكن أن أتفاداها بأن أستمر في تحمل آلامي نظرا لأن ظروفي المادية والحمد لله لا تسمح لي برفاهية العلاج
وأنا من النوع الذي يفضل أن يغطي الحد الأدنى من متطلبات أسرتي ولو كان ذلك على حساب حياتي
ولكنني كنت مخطئا
ليس في استعدادي لتحمل الألم والوضع المهين الذي أعيشه يوميا بمنظر الدماء التي تغرق البنطلون من الخلف
وإنما لأن عواقب الصبر والإهمال كل هذه السنوات لن تكون فقط آلام مبرحة أتحملها بكل رضا وإنما في أنه اتضح لي أن هذا الشيء المعروف بالناسور يتوغل في الجسم ويتعمق في كل لحظة تمر فما بالكم بأكثر من سبع سنوات
منذ حوالي شهرين بدأت أشعر بانتكاسة صحية شديدة الخطورة
وبدأ الوضع يتطور كليا نحو الأسوأ
آلام لا يمكن لبشر أن يتحملها
حتى أصبح من المستحيل علي الذهاب إلى عملي بعد أن تكرر استقدام زملائي لسيارة تحملني إلى بيتي بسبب نوبات الألم التي عاقتني عن ممارسة عملي
والأدهى ظهور جسم كبير أسفل الخصية لم نستطع إلى الآن تحديد نوعه أو وصف أي علاج له
وأصبحت أبكي مثل الأطفال أمام أولادي من شدة الألم
لاحظوا أنني بعد كل هذا الإسهاب لم أتطرق بعد إلى المشكلة الحقيقية
وهي أنني بعد أن وصلت إلى الحضيض صحيا قررت أن أعمل العملية ولو نتج عنها وفاتي
وبالفعل ذهبت إلى جراح
وكان من الطبيعي أن الجراح طلب مني عمل أشعة على الناسور لمعرفة اتجاهاته قبل أن يأخذ القرار
خرجت من عنده وتوجهت إلى أحد مراكز الأشعة لعمل أشعة بالصبغة على الناسور
وفي المركز حاول الطبيب جاهدا عمل الأشعة التي اتضح لي أنها تعني حقن الناسور نفسه بالصبغة التي تساعد على تحديد اتجاه الناسور ولكنه لم يستطع لسببين
السبب الأول الآلام الفظيعة التي كنت أشعر بها مما لم يساعده على أداء العمل المطلوب بسببب تحركاتي اللا إرادية الناتجة عن الألم
والسبب الثاني السمنة المفرطة التي حالت دون أخذ الوضع المطلوب لمثل هذه الأشعة من النوم على البطن وغيره
المهم أنه لم يستطع حقن الناسور بالشكل المطلوب مما جعله يعيد لي المبلغ ويطلب مني عمل أشعة بالرنين لأنها الأسهل والأدق حيث إن الأشعة بالصبغة لن تناسبني
وأعطاني عنوان مركز للأشعة في مدينة تقع في محافظة مجاوزرة وتشتهر بالطب والأطباء
وفي اليوم التالي سافرت إلىهذه المدينة رغم أن تكلفة هذه الأشعة تبلغ مبلغا كبير ولا طاقة لي به خصوصا وأنني قمت بتأجير سيارة حيث لا تسمح لي ظروفي الصحية بالانتقال
وفي المركز واجهت موقفا من أصعب المواقف التي واجهتها في حياتي
نظرت لي الموظفة متعجبة وكأنها تنظر إلى كائن خرافي من كوكب آخر وسألتني أصعب سؤال في حياتي
وزنك كام ؟
سألتني هذا السؤال ليس بهيئة من يرغب في الحصول على إجابة
وإنما بهيئة تجمع بين التعجب والرفض وربما السخرية
قلت لها : مش عارف ولكنه ربما يزيد عن 150 كيلو
المؤلم أن أخي كان معي
قالت لي : استنى لما أسأل الدكتور
دخلت وخرجت وقالت : هنجرب
ودخلت إلى الدكتور لوحد
وأعطوني رداء معينا يرتديه المريض بعد أن يخلع ملابسه ليدخل على الجهاز
وشعرت بالمرارة ل؟أنني أعرف جيدا أن كل هذه الثياب المطوية لن تنفع معي
وأخبرتهم بذلك
وطلبوا مني أن أجرب
وكدت أبكي وأنا أقول لنفسي : ولماذا أتعذب بتجربة شيء أعرف تماما أنه لن يناسبني
وخضعت
وحاولت
وكانت النتيجة مؤسفة
وشعرت بالخزي والمهانة
وكدت أطل الخروج
إلا أن الدكتور قرر أن يستثنيني من هذا الشرط ( ارتداء تلك الملابس ) مكتفيا بالطقم الصوف الذي أرتديه
وحان الوقت الذي ذكرني بلحظة انتظار دوري للد\خول على الميزان أثناء مراحل التعليم
وحدث ما كان متوقعا
الجهاز ضيق
ولم أستطع الدخول فيه
وشعرت بأن الطبيب يرثي لأجلي
وارتديت ملابسي وخرجت وأنا لا أعرف كيف سأواجه أخي ولا ماذا سأقول له
وعدنا من هناك
وبعدها بحوالي أسبوع أعدت المحاولة في المركز الأول فرفض الطبيب دخولي وطلب مني البحث عن جهاز في القاهرة
وبعدها بعدة أيام وبمساعدة من شخصية نبيلة أعرفها بالقاهرة سافرت إلى هناك وكان هناك طبيب في استقبالي تكبد معي من العناء ما لا يوصف وكنت أشفق عليه
ترددنا على العديد من المراكز وكانت النتيجة واحدة
وكدت أموت
ليس من الألم الذي يفتك بي
وليس من الجسم الذي لم نستطع تحديد نوعه
وإنما لأن العملية متوقفة على عمل الأشعة
والأشعة ليست لأمثالي من البدناء
لأن الذي اخترع جهاز الأشعة ما عملش حسابي وحساب اللي زيي ربما لأنه لم يتوقع أصلا أنه يوجد في الدنيا بشر بهذا الحجم
ويستمر الألم
ويستمر النزيف
وتستمر صحتي في التدهور
وانقطعت عن عملي
وصرت عاجزا تقريبا
وليست لي أية حقوق
إلا حق واحد
وهو أن أظل في بيتي منتظرا الموت
والأقسى أن يحترق قلبي قبل أن أموت بحسرة أولادي وبكائهم لبكائي
لم أكن أحب لهم أن يشهدوا عذابي
ووالله موتي أفضل
لقد كانت لي تجربة مع أبي
ورأيته بعيني يطلب الموت لشهور طويلة بعد أن حولته الأمراض إلى بقايا إنسان
وما زلت أتألم لأجله
وأبكي لمعاناته رغم وفاته منذ سنوات
وكنت أتمنى ألا يتعذب أولادي بعد رحيلي
ولكن من ألوم
إنني لن ألوم أحدا
هذا قدري
وقد رضيت
وأدعو الله أن يكون جزائي على قدر صبري واحتسابي
وأحمد الله الذي ابتلاني وعافى أولادي
ولكن السؤال
إلى متى سيتعرض البدناء للانتهاك حتى في حقهم في العلاج
كنت أحب أن أحكي لكم عن قصة زوجتي مع الطبيب المشهور الذي أوصلها إليه أهل الخير على أنه سيعالجني فإذا به يسخر منها ويهينها وينتهك آدميتها بدم بارد ولكن أعتقد أنه تكفي القصة السابقة
كفاية قوي عليكم كده
خبطتين في الرأس توجع
وربما أحكيها لكم قريبا
إذا قدر لي الدخول إلى المدونة مرة أخرى
تحياتي
.