blockquote> أنا تخين I m obese: جلال عامر / بلال فضل

الأربعاء، 15 فبراير 2012

جلال عامر / بلال فضل

كنت أتمنى أن تتاح لي الفرصة للتعرف عن قرب على رواد هذه المدونة 
وزوارها ممن أعرف يقينا أنهم يشبهونني ويعانون غالبا مما أعاني منه 
ولكن الحقيقة أن الفرصة لم تتح لي أبدا للتعرف على هؤلاء الإخوة 
فلا أعرف شيئا عن أعمارهم ، ولا عن اهتماماتهم وميولهم 
ولذلك ( وتلك هي المشكلة ) فإنني أتردد كثيرا كلما فكرت في طرح فكرة ما بعيدة عن مشكلة البدانة ؛ خوفا من أثير مللكم أو حتى غضبكم 
ولكن اضطررت اليوم لتجاهل مخاوفي بهذا الخصوص ، وقررت أن أكلمكم عن موضوع بعيد تماما عن البدانة 
اليوم سأكلمكم عن جلال عامر وبلال فضل 
ولعل بعضكم ( وربما غالبيتكم ) لا يعرف من هو جلال عامر ، ومن هو بلال فضل 
رغم أنني أعتقد أيضا أنه ربما بعضكم يعرف من هو بلال فضل 
فمن هو جلال عامر ؟ 
ومن هو بلال فضل ؟ 
والأهم : لماذا قررت أن أكتب لكم عنهما اليوم ؟ 

أولا : من هو جلال عامر ؟ 


لمن لا يعرفه ( ويالسوء حظ من لم يعرف جلال عامر ) فهو كاتب ساخر ، حياته مليئة بالمفارقات : ولد يوم قامت ثورة يوليو ، وشارك في حرب أكتوبر وتحديدا في تحرير القنطرة شرق ، ومات عندما رأى مجموعة من المصريين يقتل بعضهم بعضا في منطقة رأس التين بالإسكندرية ، وبين الحادثتين ( ثورة يوليو وقتل المصريين لبعضهم البعض ) كانت له صولات وجولات ، ورغم أنه وضع سلاحه بعد أن خرج على المعاش إلا أنه رفع القلم سلاحا إلى أن مات 
ومقالاته في ( المصري اليوم ) هي تلخيص فذ لما تمر به مصر منذ عقود ، ومتعة لا تنتهي ، وعلاج ناجح لكل ما تمر به مصر 
ولكي تعرفوه فإنني أرجوكم أن تقرءوا له المقال التالي : 
"
نعيش حياة عشوائية على طريقة «تبات فول تصبح فلافل.. لها سيخ يقلبها»، فالكتب فى أرصفة مظلمة، والأحذية فى فتارين مضاءة، ومالك يا بخت من دون البخوت لبخت.. الناس بتمشى فى الطين وأنا فى الناشف لبخت.

فأنا أكتب ما أكتبه احتساباً لوجه الله والوطن، فإذا رضيت يا عزيزى فأنا «ممنون»، وإذا غضبت فأنا «مجنون»، فكلنا زائلون على يد مدرس أو ضابط أو طبيب مهمل.. والباقى من المائة جنيه التى يحصل عليها خريج الجامعة، هو الوطن الغالى الذى احتاج منها إلى خمسين سنة لينتقل من الخطة الخمسية إلى الكرة الخماسية، والخمسون الأخرى أنفقها فى عمل دراسة جدوى للمفاعل النووى لمعرفة حقيقة زواج عبدالحليم حافظ من سعاد حسنى.

وهل حدث تخصيب لليورانيوم أم طرد مركزى، فعندنا الأمن المركزى والجهاز المركزى والبنك المركزى والمواطن اللامركزى، الذى يقرأ الأذكار بعد صلاة العشاء، ثم يبيع الدقيق فى السوق السوداء بعد صلاة الفجر، ويضع عربته فوق الرصيف ليسير هو فى عرض الشارع، ويلحق ابنه بالمدارس الأمريكية، ويحرق علم أمريكا فى المظاهرات، لذلك صار فى معظم العمارات السكان عاطلين والأسانسير شغال، وأصبحنا نعالج الدولة على نفقة المواطن، وأخذنا نتساءل: هيه حضارة سبعة آلاف سنة وشهرين يعملوا كام باليورو؟

وأصبح عندنا عيد للنظافة نقاطع فيه الصابون تضامناً مع «غزة».. لقد أخرجنا الملك فاروق من مصر إلى إيطاليا عن طريق البحر، ليموت هناك وهو ما نفعله مع الشباب الآن.. نودع الوطن ولا نودع العشوائية.. فى ترام «النزهة» صعد شحاذ، فأخرج كل راكب نقوده ثم صعد مخبر، فأخرج كل راكب بطاقته.

ثم صعد مفتش فأخرج كل راكب تذكرته، وقال المفتش: (كل راكب يرفع تذكرته لفوق)، فاعتقدنا أنه سيجرى سحب على شقة، لكن سيدة يبدو أنها ماتت ثم عادت بحكم محكمة قالت: (أنا معايا تذكرة التأمين الصحى)، وقال رجل يبدو على وجهه أن الفساد موجود فى العالم كله: (وأنا معايا تذكرة الانتخابات)، فقال عجوز ممن خرجوا مع الملك فاروق وهو يطوى الصحيفة: (كله ينفع.. كله عند العرب صابون أنا ابنى عَطوه حتة أرض يبنى بيته ودخّلوا له الميه والكهربا وطالبين منى خمسين ألف جنيه).

سأله الفاسد: (وإيه المشكلة؟) قال العجوز: (المشكلة إن ما عنديش أولاد) قال الرجل الذى يبدو عليه الفساد: (استعيذ بالله واقرأ البرنامج قبل النوم)، نظرت السيدة التى عادت بحكم محكمة إلى العجوز، وقالت له: (إوعى تسمع كلامه..

أنا كل ما أقرا البرنامج يقطعوا معاشى)، ثم سمعنا المفتش يقول: (خلاص نزل إيدك إنت وهوه وارفعوا التذكرة بالإيد التانية). " 
كما أرجوكم أن تقرءوا له هذا المقال 
منين أجيب ناس 
أرجوكم : اقرءوا لجلال عامر 
ثانيا : من هو بلال فضل ؟ 
بلال فضل كاتب مصري شاب ، وأنا أقول إنه شاب رغم أنني أعرف أنه في الأربعين تقريبا ولكن قلبه ما زال ( وسيظل ) شابا ، تخرج في كلية الإعلام وكان من الأوائل على دفعته ، موهوبا ، خفيف الظل ، عبقريا بكل معنى الكلمة ، إذا كنت قد شاهدت أيا من الأفلام التي ألفها ( مثل : صايع بحر ، وفي محطة مصر ، وأبو علي وغيرها ) ولم تعجبك ، فالرجا أن تقرأ بعضا من مقالاته الساخرة لتعرف من هو بلال فضل 
عرفته عن قريب 
وجمعتني به أشياء كثيرة 
لم ألتق به من قبل 
ولكن ما جمعنا : أننا في نفس السن ، وأن كتاباته في الإصدار الأول من جريدة الدستور قد غيرت حياتي فأصبحت أقول إنني ولدت يوم صدور العدد الأول من جريدة الدستور ( الإصدار الأول ) في التسعينات بما ضمته من كتاب شباب بقيادة إبراهيم عيسى وعلى وجه الخصوص ذلك العبقري الموهوب بلال فضل 
وجمعني به أيضا أنني فوجئت بتعليق له على صفحات الدستور ( الإصدار الثاني ) في سنة 1995 عن مشكلة تعرضت لها عندما أعددت دراسة عن الأخطاء الموجودة في كتب اللغة العربية فاضطهدني مسئولو وزارة التربية والتعليم وقتها وقاموا بتحويلي للتحقيق 
وكان نص التعليق على ما أذكر : وزارة التربية والتعليم في مصر تشبه أحمد الفيشاوي : ما بتحبش تعترف بغلطتها ، ولذلك حولت أحد المدرسين للتحقيق لأنه اكتشف أخطاء في كتب اللغة العربية ( وكان يشير بذلك لحادثة اعتراف إحدى الفتيات بأنها حامل من أحمد الفيشاوي ولكنه رفض الاعتراف بنسب الطفل إليه )
فأرسلت له رسالة أشكره على هذا التعليق الذي أنصفني ( كانت عدة صحف مصرية قد نشرت أخبارا عن الدراسة التي أعددتها وتحويلي للتحقيق بسببها ) ، كما أنني لجأت له منذ حوالي 10 سنوات في مشكلة كادت تحطم حياتي فكان نعم الأخ ونعم الإنسان ولولا أنني أعرف أنه ممن يحبون ألا يثني عليهم أحد وممن يحبون ألا يذكر أحد ما قدمه إليهم من الخير لحكيت لكم ما حدث بيني وبين هذا الإنسان العظيم 
وهذه بعض الكتب التي صدرت بقلمه ( بني بجم ، قلمين ، السكان الأصليين لمصر ، ما فعله العيان بالميت ، ضحك مجروح ) 
وأنا أرجوكم أيضا أن تقرءوا سلسلة مقالاته في ( المصري اليوم ) بعنوان ( قلمين ) لتتعرفوا عليه أكثر 
والآن نصل إلى السؤال الثالث : لماذا أكتب عنهما اليوم ؟ 
بالنسبة لبلال فضل ، فأنا مدين له بالكثير ( ماديا ومعنويا ) ومدين لكم بأن أعرفكم عليه وأنبهكم للقراءة له فتستمتعون كما استمتعت ، وتستفيدون كما استفدت ، ولتكون هذه المدونة مفيدة لكم حقا كما تمنيت دائما 
مع ملاحظة أن بلال فضل ينتمي لفئة البدناء 
ولقد جمعته بجلال عامر في مقال واحد لعدة أسباب : يمتلكان نفس الروح ، ونفس خفة الظل ، ونفس الكتابة الساخرة ، ونفس حب الوطن ، ونفس طيبة القلب 
والأهم : أنني عرفت جلال عامر بفضل بلال فضل الذي قرأت في إحدى مقالاته منذ عدة سنوات لأول مرة عن جلال عامر الذي لم أكن أعرفه قبلها فأصبحت أدين له بالفضل للمرة الثالثة 
المرة الأولى : عندما علق على قضيتي وما تعرضت له من ظلم 
والمرة الثانية : عندما وقف إلى جانبي في محنتي 
والمرة الثالثة : عندما كان سببا في أن أعرف هذا الإنسان الجميل ( جلال عامر ) 
وأما بالنسبة لسبب كتابتي عن جلال عامر فهو ذلك النبأ المؤلم ، نبأ وفاته 
أحسست أنني فقدت جزءا من نفسي ، وبكيت بحرقة ، أحببته بشدة ، وتمنيت أن ألتقي به ولو لمرة واحدة 
راح جلال عامر إلى الأبد 
ولكن عزاءنا أنه ترك لنا كنزا لا يقدر بمال ، وهي مقالاته الملهمة 
وعزاؤنا أيضا أنه ارتاح إلى الأبد ، حيث هناك : لا حقد ، ولا غل ، ولا ظلم 
رحم الله جلال عامر 


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق