blockquote> أنا تخين I m obese: حقائق عن السمنة Facts about obesity

الخميس، 23 فبراير 2012

حقائق عن السمنة Facts about obesity

 
كانت السمنة قبل القرن العشرين من الأمراض النادرة : إلا أن منظمة الصحة العالمية أعلنت السمنة عام 1997 كوباءٍ عالميٍ ، وطبقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية عام 2005 فإن 400 مليون فرد على الأقل من البالغين ( 9.8% ) يعانون من السمنة ، بمعدلات إصابةٍ أكبر بين النساء عن الرجال . هذا ويرتفع معدل السمنة أيضاً مع السن ( من سن 50 إلى 60 عاماً على الأقل ) ، ويتزايد انتشار معدلات السمنة المفرطة في كل من : الولايات المتحدة ، وأستراليا ، وكندا بشكلٍ أسرعٍ من المعدل العام لانتشار السمنة . 

إن السمنة التي اعتبرت يوماً مشكلةً في البلدان ذات الدخل المرتفع ، تتزايد معدلاتها حالياً في جميع أرجاء العالم ، مؤثرة على الدول النامية والمتقدمة على السواء . إلا أنه تم ملاحظة هذه الزيادة بصورةٍ أكبرٍ في البيئات الحضرية . 

المنطقة الوحيدة في العالم التي لا تنتشر فيها السمنة هي منطقة الصحراء الكبرى . 

يتراوح الرقم التقديري لكم الإنفاق السنوي على منتجات التخسيس من 40 إلى 100 مليون دولار في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. 

في عام 1998، وصلت النفقات الطبية المرتبطة بالسمنة إلى 78.5 مليارًا أو 9.1 % من إجمالي النفقات الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية ،  بينما قُدِرَت تكلفة النفقات المرتبطة بالسمنة في كندا بنحو 2 مليون دولار كندي في عام 1997، أي ما يعادل (2.4  % من إجمالي التكاليف الصحية ) .  

هناك مجالات خاصة ، مثل الطيران وصناعات الأغذية ، لها مشاكلٍ خاصةٍ مرتبطةٍ بالسمنة . فبسبب معدلات السمنة المتزايدة ، تتكبد خطوط الطيران في الولايات المتحدة تكاليفٍ أكبرٍ للوقود ، وتتلقى ضغوطاً لزيادة عرض المقاعد . 

في عام 2001 ، كلف الوزن الزائد للمسافرين المصابين بالسمنة الخطوط الجوية الأمريكية 275 مليون دولار أمريكي . 

اشتقت كلمة Obesity من الأصل اللاتيني obesitas والتي تعني " سمين ، أو بدين ، أو ممتلئ " . كما وثَّق قاموس أوكسفورد الإنجليزي أول استخدامٍ لهذا اللفظ في عام 1611

كان اليونانيون أول من تعرَّف على السمنة كاضطرابِ صحيٍ . حيث كتب أبقراط « إن البدانة ليست مرضاً في ذاتها فقط ، لكنها نذير لغيرها من الأمراض أيضاً » . وقد ربط الجراح الهندي " سارشوتا " ( القرن السادس قبل الميلاد ) بين أمراض السمنة والسكري واضطرابات القلب . كما أوصى بممارسة العمل الجسدي من أجل علاجها وعلاج آثارها الجانبية . 

في أغلب التاريخ البشري حارب الإنسان ندرة الطعام . لهذا فقد أُعتُبِرَت السمنة تاريخياً علامةً على الثروة والرخاء . وقد كانت شائعة بين كبار موظفي الدولة في أوروبا في العصور الوسطى وعصر النهضة وأيضاً في الحضارات القديمة بشرق آسيا . 

مع بداية الثورة الصناعية، أُدرِك أن القوة الاقتصادية والعسكرية للأمم تعتمد على كل من حجم الجسم وقوته عند كلٍ من الجنود والعمال. كما أن زيادة متوسط كتلة الجسم ( مما يعتبر الآن وزناً أقل من الطبيعي ) إلى ما يعتبر المدى الطبيعي الحالي لعب دوراً هاماً في تطور المجتمعات الصناعية ؛ لذا فقد زاد الطول والوزن خلال القرن التاسع عشر في العالم المتقدم . وخلال القرن العشرين، بعدما وصلت المجتمعات إلى أقصى طولٍ تسمح به جيناتها ، بدأ الوزن في الزيادة بمعدلاتٍ أكبرٍ من الطول ، مما جعل من السمنة نتيجةً لتلك الأحداث. وفي الخمسينات من القرن العشرين ، أدت الثروة في العالم المتقدم إلى انخفاض الوفيات بين الأطفا ل، لكن مع زيادة الوزن أصبحت أمراض الكلى والقلب أكثر شيوعاً . 

عندما أدركت شركات التأمين في الولايات المتحدة الأمريكية العلاقة بين الوزن ومتوسط العمر المأمول زادت رسوماً إضافيةً على الأفراد الذين يعانون من السمنة . 

نظرت الكثير من الثقافات عبر التاريخ إلى السمنة على أنها نتيجة لعيبٍ في الشخصية . فقد كانت " الشخصية السمينة" في الكوميديا اليونانية توصف بالنهم وتكون مثاراً للسخرية . أما في أيام المسيح ، فقد كان ينظر إلى الطعام على أنه ممر إلى خطيئتي الكسل والشهوة . في حين يُنظر إلى الوزن الزائد في الثقافة الغربية الحديثة على أنه شيءٌ غير جذابٍ ، وعادة ما يتم الربط بين السمنة وانطباعاتٍ نمطيةٍ سلبيةٍ . كما يواجه الأفراد من جميع المراحل العمرية النفور المجتمعي ، أوقد يتم استهدافهم من قِبَل المشاغبين أو قد يبتعد عنهم أقرانهم . والسمنة مرةً أخرى هي سببٌ للتفرقة.

تختلف الرؤى العامة في المجتمع الغربي ( المرتبطة بوزن الجسم الصحي ) عن تلك الرؤى المرتبطة بالوزن المثالي ، وقد تغير كلاهما منذ بداية القرن العشرين . حيث أصبح الوزن الذي يُنظر إليه على أنه مثالي أقل منذ العشرينات من القرن العشرين . يتضح ذلك من خلال معرفة حقيقة أن متوسط طول الفائزات بمهرجان ملكة جمال أمريكا زاد بمقدار 2% من عام 1922 إلى 1999، بينما تناقص متوسط وزنهن بمقدار 12%. من ناحيةٍ أخرى ، فقد تغيرت رؤى الناس فيما يتعلق بالوزن الصحي للاتجاه المضاد . ففي بريطانيا ارتفع الوزن الذي يعتبر الناس أنفسهم بدناء إذا وصلوا إليه بشكلٍ دالٍ إحصائياً في عام 2007 عنه في عام 1999. ومن ثم يعتقد أن هذه التغييرات نجمت عن المعدلات المتزايدة من البدانة مما أدى إلى قبول متزايد لدهون الجسم الزائدة كما لو كانت أمراً طبيعياً . 

ينظر إلى السمنة إلى الوقت الحالي على أنها علامةٌ على الثروة والصحة الجيدة في الكثير من أجزاء القارة الإفريقية . حيث أصبح هذا الأمر شائعاً على وجه الخصوص منذ بدء انتشار وباء فيروس نقص المناعة البشرية . 

عرضت أولى التماثيل النحتية للجسم البشري ، خلال الفترة الممتدة بين عاميّ 20.000 و 35.000 قبل الميلاد ، سيداتٍ سميناتٍ . ويرجع البعض تماثيل الإلهة فينوس إلى نزعة التأكيد على الخصوبة ، بينما يشعر البعض بأنها تمثل " السمنة " التي كانت موجودة عند الناس في هذا العصر . 

تغيب البدانة في الفن اليوناني والروماني ، والذي قد يعبر عن محاولتهم الحفاظ على مُثُلِهم المتعلقة بعدم المغالاة . كما استمر ذلك خلال فترةٍ طويلةٍ من التاريخ الأوروبي المسيحي ، حيث لم يتم تصوير سوى هؤلاء الذين ينتمون لمنزلةٍ اجتماعيةٍ اقتصاديةٍ منخفضةٍ على أنهم يتسمون بالبدانة . 

بدأت الطبقة العليا تتباهى بأحجامها الضخمة خلال عصر النهضة ، ويمكن ملاحظة ذلك في لوحات هنري الثامن وأليساندرو دل بورو . كما صور بيتر بول روبنس ( 1577-  1640) النساء بأجسادهن الكاملة في صوره بصورةٍ منتظمةٍ ، ومن هنا جاء جاء المصطلح Rubenesque ، بمعنى امرأة ضخمة جميلة . وما زالت هؤلاء النساء ، على الرغم من هذا ، تحافظن على شكل " الساعة الرملية " بعلاقته بالخصوبة . في حين تغيرت الرؤى تجاه السمنة في العالم الغربي خلال القرن التاسع عشر . فبعد قرونٍ من كون السمنة مرادفة للثروة والمنزلة الاجتماعية ، بدأ الناس يرون النحافة على أنها المعيار المرغوب . 

في العصر الحديث ظهرت العديد من المنظمات التي تشجع على تقبل السمنة ، والتي زاد ظهورها خاصة في النصف الأخير من القرن العشرين . حيث تكونت الرابطة القومية لزيادة تقبل السمنة في عام 1969 وهي تصف نفسها بأنها مؤسسةٌ حقوقيةٌ مدنيةٌ مكرسةٌ لإنهاء التفريق على أساس الحجم .
كما تعد الرابطة الدولية لتقبل الحجم مؤسسةً غير حكوميةٍ تم تأسيسها في عام 1997. وهي ذات توجهٍ عالميٍ وتصف رسالتها بأنها تزيد من حجم القبول وتساعد على إنهاء التفريق على أساس الوزن . تحاول هذه المجموعات أن تحصل على اعترافٍ بأن السمنة تمثل " إعاقة " وفقاً لما ورد بقانون العجز الأمريكي . إلا أن النظام التشريعي الأمريكي قرر أن تكاليف الصحة العامة المرتقبة تزيد على فوائد تمرير القانون الذي يحارب التفرقة كي يشمل السمنة . 

هناك العديد من الكتب مثل " أسطورة الحمية " ( بالإنجليزية :  The Diet Myth) لمؤلفه بول كامبوس والذي ورد به أن المخاطر الصحية للسمنة غير مثبتة تقريباً ، وأن المشكلة الحقيقية تتمثل في التفرقة الاجتماعية التي يواجهها البدناء . وعلى نفس الوتيرة ، يقول مايكل جارد في كتابه " وباء السمنة " ( بالإنجليزية : The Obesity Epidemic) أن السمنة هي بنيةٌ أيدلوجيةٌ أخلاقيةٌ أكثر منها مشكلة صحية . كما تحاول جماعاتٍ أخرى أن تلغي علاقة السمنة بالحالة الصحية المتردية . كما يقوم مركز حرية المستهلك ، وهو منظمةٌ مدعومة جزئياً بواسطة شركات الأغذية والمطاعم ، بعمل إعلاناتٍ توضح أن السمنة ليست وباء ، وأن كل ما يُقال إنما هو مبالغة . 

من المعروف أن الأفراد يختارون شركاء حياتهم المستقبليين من أصحاب كتلة الجسم المشابهة لهم . وبالتالي يعتقد البعض بأن المعدلات المتزايدة للسمنة وفرت فرصاً أكبر للبدناء كي يجدوا شركاء حياةٍ لهم وهو ما لم نلمسه نحن البدناء في مجتمعاتنا الشرقية التي تتعامل مع البدناء بعنصرية بالغة بحيث أصبحت مشكلة زواج البدناء من أصعب المشكلات التي تواجه البدين وأكثرها تعقيدا .

ما زلنا نعتقد بأن البدناء في المجتمعات الغربية أوفر حظا من البدناء في عالمنا العربي ، فرغم وجود حركات اجتماعية ومنظمات مدنية تهتم بقضية البدناء في الغرب وتدافع عنهم وتتبنى قضيتهم إلا أننا نفتقد ( نحن البدناء العرب ) مثل تلك الجمعيات .

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق