blockquote> أنا تخين I m obese: يناير 2012

الاثنين، 30 يناير 2012

ملكة جمال البدينات !!



نشرت الصحف أمس عن مسابقة في فرنسا لاختيار ( ملكة جمال البدينات ) 
وهذه بصراحة أول مرة أسمع فيها عن مثل هذه المسابقة 
وعندما عدت إلى الانترنت فوجئت أن هذا تقليد معروف في الكثير من الدول 
وأن هذه ليست المرة الأولى التي تقام فيها هذه المسابقة 
ولقد فازت فتاة اسمها هيسلين بلانشون البالغة من العمر 29 عاما بلقب ملكة جمال فرنسا للمرأة البدينة لعام 2012 فى مسابقة ، يقول منظموها إنها تستهدف إثبات أن الجمال لا يقتصر فقط على المرأة الرشيقة.

وذكرت صحيفة " لوباريزيان " الفرنسية أن بلانشون أعربت عن سعادتها فور فوزها باللقب ، مؤكدة أن المرأة البدينة تمثل نسبة كبيرة من نساء العالم وأنه من غير المنطقى أن تقتصر مسابقات ملكات الجمال حول العالم على القلة النحيفة . 
 

وكانت مسابقة ملكة جمال فرنسا للمرأة البدينة قد نظمت للمرة الأولى منذ 5 سنوات بهدف مواجهة هوس النحافة الذى ينتشر بشكل كبير بين الفرنسيات .


وتؤكد إحصاءات منظمة الصحة العالمية أن نسبة الرشيقات فى العالم لا يزدن عن 20 فى المائة .


كما تؤكد إحصاءات وزارة الصحة الفرنسية أن 50 فى المائة من الفرنسيات فوق حاجز الـ 35 عاما يعانين من زيادة الوزن رغم ما يعرف عن الفرنسيات من رشاقة . 



وفي الحقيقة فقد استوقفتني الكثير من الملاحظات حول هذا الخبر وما تضمنه من معلومات 
( أولا ) هل إقامة هذه المسابقة ( ومثيلاتها ) يهدف فعلا إلى إنصاف المرأة البدينة ؟ والأهم : هل تؤدي مثل هذه المسابقات فعلا إلى إنصاف البدناء ؟ 
أنا شخصيا لا أعتقد ذلك بل أراها امتهان إضافي لكرامة البدينة ومحاولة ليست بريئة لاستغلال هموم هذه الطائفة في مسابقة تزيد من إحباطها والسخرية منها والنيل من كرامتها 
ولا أراها إلا مجرد استثمار رخيص لتلك القضية 
فعندما قرأت الخبر في جريدة اليوم السابع على موقعها الإليكتروني آلمني كم التعليقات الساخرة الموجود تحت الخبر 
تعليقات أقل ما يقال عنها أنها عنصرية وغير إنسانية تحمل كما من السخرية يفوق الاحتمال 
ولا أعرف في الحقيقة كيف سمحت أولئك البدينات لأنفسهن أن يتم استغلالهن بهذا الشكل 

( ثانيا ) يقول منظمو المسابقة " إن المسابقة تستهدف إثبات أن الجمال لا يقتصر فقط على المرأة الرشيقة " و " إن المسابقة نظمت بهدف مواجهة هوس النحافة الذى ينتشر بشكل كبير بين الفرنسيات " ورغم أن الجمال فعلا لا يقتصر على النحيفات إلا أنها كلمة حق يراد بها باطل فكل شيء في فرنسا وأوروبا وكل مكان في العالم يؤكد على أن البدانة شيء والجمال شيء آخر وخصوصا في وسائل الإعلام التي لا تنتظر إلى البدينة نظرة أنسانية وهذا من المسلمات 
أما حكاية مواجهة هوس الفرنسيات بالنحافة فإن هوس النحافة موجود في كل مكان في العالم وليس مقصورا على الفرنسيات ولا أعتقد أن هذه هي أهدافهم الحقيقية لأن هدفهم الوحيد من هذه المسابقة هو المتاجرة 
أتصور أنهم عندما فكروا في عمل هذه المسابقة لم يفكروا إلا في الربح لأنهم يعرفون أن كل وسائل الإعلام ستتناقل هذا الخبر وأن الكل سيسارع لرؤية هذه الكائنات ( الخرافية ) لمزيد من التسلية ورؤية ( تلك العجائب ) المتمثلة في بدينات جميلات مستمتعين بهذا التناقض الصارخ ( الجمال الذي هو نقيض البدانة في نظرهم ؛ فأنى يجتمعان ؟ )
البدينة في نظرهم ليست جميلة 
ولن تكون جميلة 
هم يكذبون 
ويعرفون أنهم يكذبون
إن منظمي هذا الحفل يسخرون منا ( البدناء ) ، ومن شاهدوا هذا الحفل شاهدوه بغرض التندر والسخرية ، ووسائل الإعلام التي نقلت هذا الخبر نقلته بوصفه من النوادر ، والقراء الذين اجتذبهم العنوان قرءوا الخبر من باب التسلية والسخرية من هذه الكائنات التي جاءت تزاحم ( البشر العاديين ) في صفة الجمال التي هي أبعد ما تكون منهم

( ثالثا ) أعتقد أن إفراد حفل خاص باختيار ملكة جمال البدينات هو في حد ذاته عنصرية تجاه البدينات وهو تأكيد لما حاولوا أن يوهمونا بأنهم يحاربونه لأنهم بذلك يؤكدون أن فئة البدينات فئة شاذة وغير طبيعية 
ولو صدقوا 
لاختاروا ملكة الجمال ( العادية ) في حفلات ملكات الجمال ( العادية ) بدينة لا أن يسموها ( ملكة جمال البدينات )

.

الثلاثاء، 17 يناير 2012

بدانتي / بدانة أبي / بدانة ابني

فكرت كثيرا في اختيار عنوان مناسب لهذه التدوينة 
فكرت في عدة عناوين مثل ( أنواع البدانة ) و ( أطوار البدانة ) وغير ذلك من العناوين 
ولكنني وجدت كل العناوين غير مناسبة 
ولا تصلح للتعبير عن الفكرة التي أريد طرحها 
حتى وصلت إلى العنوان الحالي الذي أراه معبرا عما أريد طرحه 
والفكرة أن مشكلة البدانة ( في رأيي ) تتعلق ( أكثر ما تتعلق ) ب 3 أشخاص تحديدا 
كلهم يعانون بسبب البدانة 
وهم 
1 - البدين نفسه بالطبع 
2 - أبو البدين 
3 - ابن البدين 
وربما ترون هذا الكلام ساذجا ومكررا ولا يستحق أن أفرد له تدوينة خاصة به 
ولكنني أختلف معكم في الرأي 
إنني اليوم أطرح فكرة معاناة البدين ( بسبب بدانته ) من زاوية مختلفة تماما 
وحتى تصل الفكرة إليكم بالطريقة التي أريدها عليكم أن تتخيلوا معي ما يلي : 
محمد ( مثلا ) طفل بدين ، وليكن في العاشرة من عمره 
وأحمد ( مثلا ) أب ( غير بدين ) لطفل بدين ، في العاشرة من عمره ، اسمه علي 
بينما خالد ( مثلا ) ابن ( غير بدين ) لأب بدين 
الثلاثة يعانون أشد المعاناة 
وتتركز معاناتهم جميعا على البدانة 
( محمد ) يعاني ( وسيظل يعاني في الغالب حتى يموت ) ؛ لأن القدر اختار له هذا المصير الشنيع ( أن يعيش بدينا ) ، وتتضاعف معاناته إذا كان طفلا حساسا تؤذيه السخرية ( كحالنا جميعا في الغالب ) 
و ( أحمد ) أيضا يعاني لأن القدر اختار لابنه الصغير أن يكون بدينا ، وتعود معاناة أحمد ( الأب ) إلى ما يتعرض له ابنه من إيذاء نفسي ومعنوي وإحساس مرير بالنقص وسط أقرانه ، ما يجعل الابن يتألم بصفة دائمة ، والأب يتعذب بالتالي من أجله 
أما ( خالد ) فرغم أن القدر كان أرحم به من ( محمد ) الطفل البدين ، ومن ( خالد ) الأب الذي يتعذب بسبب بدانة ابنه ، إلا أن خالد ( النحيف سعيد الحظ ) يعاني أيضا ؛ لأن القدر الذي عافاه من البدانة ابتلى أباه بها ، فكان على ذلك الطفل الصغير أن يعيش معذبا لأجل أبيه ، وتحديدا لما يتعرض له من زملائه من سخرية على أبيه البدين خصوصا إذا رأوا خالد بالصدفة برفقة أبيه ؛ لذلك ستجد خالد ( في الغالب ) يتجنب وجوده مع أبيه في مكان واحد ، ولا يريد ( في الغالب ) أن يزوره أبوه في المدرسة ؛ حتى لا يجر عليه ذلك السخرية والمهانة 
محمد ( البدين ) ، وأحمد ( الأب غير البدين للطفل البدين ) ، وخالد ( الابن غير البدين للأب البدين ) هم جميعا نموذج لدائرة مخيفة تتسع وتتسع لتضم أشخاصا يعيشون مع الألم ومع الذل ومع المهانة ومع السخرية ومع النقص لأنهم يعانون ( مباشرة أو بطريقة غير مباشرة ) من البدانة 
أيهم يعاني أكثر من الآخر ؟ 
سألت نفسي هذا السؤال كثيرا ولم أصل إلى إجابة 
بالنسبة لي جربت ( وما زلت أجرب ) شعور البدين ، وجربت ( وما زلت أجرب ) شعور ( أبو البدين ) حيث بدأت تظهر على أطفالي أعراض البدانة 
وتمزقت ألما من أجلهم وهم يحكون ما يتعرضون له من زملائهم من السخرية والامتهان 
وقدر لي أن أرى معاناتي تتجدد مع معاناة أطفالي 
وأستطيع أن أؤكد أن آلامي لما يتعرض له أطفالي هي أضعاف آلامي بسبب بدانتي 
وعلى ذلك فإنني أعتقد أن معاناة أحمد ( أبو البدين ) تفوق معاناة محمد ( الطفل البدين ) 
ورغم أنني أتفرد بوضع خاص لأنني بدين وأبنائي بدناء 
ولكن معاناة ( ابن البدين ) هي المعاناة الوحيدة التي لم أجربها ؛ فأبي لم يكن بدينا  ؛ ولذلك فإنني شغوف بهذا الموضوع ( كيف ينظر ابن البدين إلى أبيه ؟ ) ولقد سبق أن ذكرت ذلك في تدوينتي الثانية عن فيلم ( إكس لارج ) لأحمد حلمي ، الذي كتبه ( أيمن بهجت قمر ) قاصدا التعبير عن معاناة أبيه الراحل ( بهجت قمر ) الذي كان بدينا 
وكل ما أتمنا أن أعرف حقيقة موقف أطفالي من هذا الموضوع ، رغم أنني واثق تمام الثقة أنهم يحبونني بجنون ؛ لأنني أحبهم حبا لا تصفه الكلمات 
ولكنني أعرف أنهم يعيرون بي 
وأن معاناتهم أيضا مضاعفة 
فبعض زملائهم يسخرون من بدانتهم 
والبعض الآخر يسخرون من بدانة أبيهم 
ما يجعل معاناته أكثر من معاناتي 
لا أريد أن تبدو التدوينة شخصية 
ولا أن تكون مقصورة على معاناتي ومعاناة أطفالي بسبب البدانة 
وإنما أريد أن تكون تلك التدوينة توصيفا دقيقا ( ما أمكنني ) لدائرة البدناء الذين يتعرضون للامتهان بسبب بدانتهم ، ووجهة نظر ( أتمنى أن تكون صحيحة ) تتلخص في شيء واحد : 
ليس البدين وحده من يعيش معذبا ، وإنما حوله الكثيرون يتعذبون ( بلا ذنب مثله ) بسبب بدانته 
وللأسف فقد وصل الإنسان إلى القمة علميا وتكنولوجيا وحضاريا 
ولكن المجتمع ما زال ( رغم كل هذا التقدم ) متوحشا 
أحبكم 
ملاحظة مهمة : تتضاعف المعاناة أكثر إذا كانت الشخصيات التي ذكرتها مؤنثة

.

الخميس، 12 يناير 2012

كلنا محمد عبد الغفار


محمد عبد الغفار 
اسم لن ننساه ما حيينا 
وملحمة إنسانية من الصبر والتحدي والبراءة 
محمد عبد الغفار 
اسم يجسد معاناتنا جميعا 
وضعه القدر في هذا الموقف ليكون الدليل الحي والشاهد الفذ على ما يعانيه البدناء 
كنت أعتقد أنني أخذت زمام المبادرة 
وأقدمت عندما أحجم جميع البدناء 
وتكلمت عندما لاذ كل البدناء بالصمت 
وواجهت ( ولو إليكترونيا ) العالم بما يخشى البدناء من أن يواجهوا به حتى أنفسهم 
ولكن محمد عبد الغفار جاء ليثبت لي أنني لا شيء 
وأنه الأحق بأن يكون المعبر عنا 
بكل براءته 
وطيبته 
ورضاه بما قدره الله له 
عانى محمد عبد الغفار ما عانيناه جميعا 
وحكم العالم عليه بالموت 
ولكنه تحدى هذا الحكم 
وهذا العالم 
ليبعث من جديد 
إنسانا نقيا طاهرا 
وسيما رغم بدانته 
تحبه بمجرد أن تراه 
وتقول في نفسك : ليتني كنت محمد عبد الغفار 
قالوا له : ستموت ميتة بشعة 
قال : عزائي أنني سألقى ربي 
قالوا له : ليس من حق مثلك أن يعالج 
قال : أنتم المرضى ، وأنا أشفق عليكم ، وسأشفى 
طردوه من المستشفى بقسوة ليست غريبة عنهم 
فما ضعف وما لان وما استسلم 
تحمل ما لا يتحمله إنسان 
وعانى من المرض في أسوأ صوره 
وهدد بأنه مع زيادة وزنه ستقطع قدماه 
وطاردته العيون كما يقول متعجبة من حجمه وحاملة الكثير من الاتهامات 
وتنقل بين المستشفيات بلا أمل 
ولكنه وضع كل ذلك وراء ظهره 
ولم ييأس 
كان مع الله 
فكان الله معه 
أحب من سخروا منه 
ودعا لمن طردوه من مستشفياتهم 
فأحبه حتى من لم يعرفه 
ودعا له من لم يسبق له أن رآه 
وأثبت أن البدانة يمكن التغلب عليها 
وأن أسوأ شيء أن نهزم من الداخل 
فكان وقودا احترق ليضرب لنا أروع المثل 
ولنستمد منه كل معاني التحدي والإصرار والمثابرة والرضا والشجاعة 
محمد عبد الغفار هو الدليل على أن هذه الحياة تستحق ( رغم كل شيء ) أن نعيشها 
وأن البدانة التي حكم علينا بها ليست النهاية 
وأن هذا المجتمع المتحجر القلب والذي قتل بداخلنا الكثير من الأشياء لن يقتل فينا الرغبة في الحياة 
سنعيش مثلما عاش محمد عبد الغفار 
وسنتحدى بدانتنا كما تحدى محمد عبد الغفار بدانته 
وسنحب بدانتنا كما فعل محمد عبد الغفار 
وسنحصل على حريتنا كما تحرر محمد عبد الغفار 
سنتحرر من الخوف ومن الجبن ومن الصمت ومن الامتهان 
نحن بدناء 
ولن نسمح لهذا بأن يكون العار الذي يدمر حياتنا 
أحبكم



.

السبت، 7 يناير 2012

بين السياسة والبدانة

أنظر إلى ما يحدث في مصر وأتعجب 
ولي رأيي الشخصي في كل ما يدور 
وفكرت كثيرا في الكتابة عما يدور في مصر 
لي رأي شخصي في نتيجة الانتخابات البرلمانية 
وفي ظهور السلفيين 
وفي ثورة 25 يناير وما تبعها من أحداث 
وفي محاكمة مبارك وابنيه 
وفي سيطرة الإخوان على كل شيء في مصر بدءا من مجلس الشعب ( وقريبا مجلس الشورى ) ومرورا بالنقابات المهنية وأندية التدريس في الجامعات وانتهاء بمجالس الأمناء في المدارس على مستوى الجمهورية 
ولي رأي شخصي في الصحف المصرية ( خصوصا الصحف المستقلة ) 
ولي رأي في المجلس العسكري 
لي آراء شخصية كثيرة فيما يدور حاليا 
وكنت أتمنى أن أطرح هذه القضايا للمناقشة 
ولكنني تراجعت 
آرائي قد تصدم البعض هنا 
من المؤكد أنني سأجد من يؤيدني 
لكن من المؤكد أيضا أنني سأجد معارضة من البعض 
ولأنني لا أريد أن أخسركم 
فقد قررت ألا أفتح هذا الموضوع 
وأقصد به الشأن الداخلي في مصر 
والمستقبل الذي هو حاليا محل تساؤل وخوف وترقب 
لا أعرف ما إذا كان هذا يعتبر نفاقا أم لا 
ولكنني رأيت ( وقد أكون مخطئا ) أن أركز في قضية قد تكون الوحيدة التي تجمعنا 
وهي البدانة 
فإذا فرقتنا السياسة 
فلنجتمع على قضية واحدة 
قضيتنا جميعا ( وأقصد زوار هذه المدونة ) 
تلك القضية التي فرضتها علينا الحياة 
البدانة
.