blockquote> أنا تخين I m obese: أكتوبر 2011

الاثنين، 31 أكتوبر 2011

تعليقا على التعليقات

أهلا وسهلا
أعتقد أن المدونة أصبحت تفاعلية أكثر
التعليقات زادت
والزوار أيضا يتزايدون
كما أنه أصبح هناك १९ متابعا للمدونة
وهذا شيء إيجابي بالتأكيد
ويدفعني إلى الأمام
بعد أن كدت أصاب بالإحباط
ومن أكثر التدوينات إثارة للنقاش والجدل تدوينة زواج البدناء
وقد لاحظت أن أغلب التعليقات على هذه التدوينة حملت المعاني التالية :
لا داعي للتشاؤم
أقبلوا على الحياة
أنا كنت بدينا وكنت أعامل باحتقار بس الحمد لله خسيت وتغيرت نظرتي لنفسي كما تغيرت نظرة المجتمع لي
وفي الحقيقة فإنني أوافقكم تماما في أننا يجب أن نتفاءل وأن نقبل على الحياة وألا نيأس
وأتمنى أن تكون تلك المدونة سببا في ذلك
ورغم الروح التشاؤمية التي أثق في أن بعض التدوينات والذكريات تثيرها
إلا أن هدفي من تلك المدونة أولا كان كسر ذلك الحاجز النفسي غير المرئي الذي يمنع كلا منا من الحديث عن هذه المشكلة
ثم بعد ذلك كيف نصنع معا إرادة جمعية لمواجهتها ومحاولة إيجاد حل لما نعانيه من قهر
إلا أن المشكلة في الردود أنها تحملنا ( حتى لو كان بدون قصد ) مسئولية ما نعانيه من ظلم وقهر
كما أن الردود اختزلت المشكلة في ضرورة أن ( نخس ) فتحل المشكلة ويتقبلنا المجتمع ونحظى بالمعاملة الإنسانية التي نبحث عنها
ورغم أن التخسيس أملنا جميعا والوصول إلى الوزن المثالي هو غاية كل منا في الحياة
لكن تلك الردود تتجاهل عدة حقائق :
الحقيقة الأولى : أن كل البدناء في العالم حاولوا ويحاولون أن ( يخسوا ) ويبذلون جهدا خرافيا في سبيل ذلك ويستنزفون طاقاتهم ومواردهم لهذا الغرض فمنهم من ينجح ( وهم قلة ) ومنهم من يفشل
الحقيقة الثانية : أننا ( في الغالب ) لسنا مسئولين عن بدانتنا ، ورغم أنني أعترف أن بعضنا مسئول بمقدار معين عن بدانته بسبب ابتعاده عن العادات الغذائية السليمة ، إلا أنه من الإنصاف أن نقرر أن الغالبية العظمى من البدناء تعود بدانتهم إلى أسباب خارجة عن إرادتهم
الحقيقة الثالثة : أن البدانة ليست جريمة وأنه حتى البدين المسئول عن بدانته لا ينبغي أن يكون منبوذا ومحتقرا من المجتمع وأنه حتى هذا البدين له حقوق كونه إنسانا
الحقيقة الرابعة : أننا نطلب الاحترام والمعاملة الإنسانية حتى لو كنا بدناء وأننا نفترض أن نحظى بمعاملة كريمة حتى لو كنا بدناء
نحن لا نريد من المجتمع أن يحترمنا عندما ( نخس )
ولكننا نريد من المجتمع أن يحترمنا ونحن بدناء
.

الخلاصة

استيلاء الناس على شقق الغير يؤكد أن الممتلكات لا تُحمى بالأمن ولكن بالعدل

وفلسفة القانون فى مصر أن يضعه الأقوياء لحمايتهم من الضعفاء

مع أن المرضى هم من يحتاجون إلى طبيب وليس الأصحاء

فالفقراء قد يدخلون الجنة ، ولكنهم لا يدخلون المجلس ، بسبب ملايين الدعاية

لذلك يصاب البرلمان بإسهال تشريعى ضدهم

فغير معقول أن تقتلنى سيارة مسرعة ويدفع القاتل غرامة، وعندما أخربش له الرفرف أدخل السجن

وانظر حضرتك إلى ما يحدث لصاحب «عبارة مكتوبة» لا تعجبهم، وصاحب « عبّارة غارقة » يخصهم

ومن يتعثر فى سداد قسط بوتاجاز « ياخد سجن »، ومن يتعثر فى سداد مليار جنيه «ياخد ملين»

أحياناً لا يأتى الظلم من القاضى ولكن من القانون

لذلك يجب ألا يلهينا تغيير الدستور عن تغيير القوانين الظالمة

فى مصر أطول من أفرع النيل أذرع اللصوص

وأقصر من عمر الزهور أيدى الغلابة

لكن عيونهم بصيرة وهنا الخطر الآتى

ويكفينا هذه العبارات من الأستاذ جلال عامر
.

السبت، 29 أكتوبر 2011

حكايات خارج السياق

الحكاية الأولى
دخل مدرس الرياضيات الشاب إلى الفصل
هو مدرس جديد في المدرسة
نقل إليها مجبرا بسبب العجز الموجود في هذه المدرسة
نشرات النقل لا ينفذها إلا المستضعفون
هذه قاعدة يعرفها كل المدرسين
بسبب الفساد الموجود في توجيه كل مادة دراسية
تخرج نشرة النقل وفيها أسماء بعض المستضعفين الذين لا ظهر لهم
والذين يعرف ( التوجيه ) أنهم سينفذون صاغرين حيث لا يملكون أي نفوذ
فيبدأ كل منهم في التحرك والبحث عن واسطة للهروب من التنفيذ
الكثيرون يعثرون على واسطة تعفيهم من تنفيذ النقل
وتتدخل هذه الوساطات
فيخضع التوجيه صاغرا
ويستبدل تلك الأسماء بأسماء أخرى جديدة يتعشمون ألا تعثر على واسطة
وتوضع الأسماء الجديدة
ويبدأ أصحابها ( كالعادة ) في البحث عن الواسطة التي تضمن لهم البقاء في مدارسهم الحالية ولو كان فيها زيادة في عدد المدرسين
وتستمر المحاولات حتى يعثر التوجيه على الهدف المطلوب
وفي حكايتنا تلك
كان مدرس الرياضيات الشاب هو الهدف المطلوب والمثالي
فهو لا يعرف أي وساطات
ومن ثم اضطر لتنفيذ النشرة التي رفض العشرات قبله تنفيذها
دخل إلى الفصل وهو يشعر أنه يعاقب بالنقل إلى تلك المدرسة البعيدة جدا عن محل سكنه لا لشيء إلا لأنه لا ظهر وبلا واسطة
نظر إلى التلاميذ الصغار الجالسين أمامه بحقد وغل وكأنهم السبب في نقله
طلب منهم إخراج كراسات الرياضيات من حقائبهم
تململ بعضهم في مقاعدهم
سألهم : أين الكراسات ؟
قالوا : نسيناها
أمرهم بالخروج من مقاعدهم والتوجه إلى مقدمة الفصل
اختار في البداية أطولهم واتجه إليه بكل الغل الذي يشعر به الإنسان المضطهد
- افتح إيدك
هكذا صرخ في وجهه وهو ممسك بالخرزانة التي رفعها بغيظ في الهواء
مال الولد بجنبه
صرخ فيه من جديد : افتح إيدك
نظر إليه الولد الصغير ( في الصف الأول الإعدادي ) نظرات مقهورة يرجوه بدموع صامتة هي أبلغ من أي كلام أن يتوقف عن تعذيبه
وفسر المدرس هذه النظرات (بفعل ما يشعر به من قهر ) على أنها نظرات متمردة
- يعني مش عايز تفتح إيدك ؟
عامل لي فيها بلطجي ؟
وانهال بالخرزانة على جسم الولد الصغير وهو يصرخ كالمجنون : افتح إيدك
افتح إيدك
واستدار الولد يمينا وشمالا محاولا تفادي لسعات الخرزانة التي كانت تترك آثارا دامية على جسده الصغير وآثارا دامية أيضا على قلبه البريء
ورغم أن المدرس اعتقد أن الولد الصغير يرفض أن يفتح يده إلا أن الحقيقة المرعبة كانت خلاف ذلك
فهذا الطفل ولد بعيب خلقي في يده اليمنى التي جذبه منها طبيب التوليد ليحكم على هذا الولد أن يعيش حياته عاجزا بيده المدلاة بجانبه لا يستطيع أن يرفعها أو يشير بها
وفي اليوم التالي اصطحب الأب طفله إلى المدرسة وعراه أمام المدرسين بجسمه الممتلئ الذي كان عبارة عن علامات دامية خلفتها الخرزانة على جسمه
القصة حقيقية
والدرس يمكن تلخيصه في المعادلة المأساوية التالية :
مدرس يعاقب لأنه لا يملك واسطة = طفل يعاقب ويعذب بلا قلب وذنبه الوحيد أنه عاجز لا يستطيع أن يرفع يده
حقا
أنت في مصر تقهر مرءوسك لأن رئيسك يقهرك
وتستمر عملية القهر لتقضي على آدميتنا




الحكاية الثانية
شاهدها أكثر من مرة
وتبادلا حبا صامتا بالنظرات
وتعلق قلب كل منهما بالآخر
وعندما التقيا لأول مرة في كافيتيريا على البحر
تبادلا حديثا رقيقا وتلامست أيديهما
وتعانقت قلوبهما
ونادى على من يقدم المشروبات فطلب لها عصيرا
ثم قال للعامل : وأنا أريد قهوة بالملح
فاندهشت وضحكت
وسألته : كيف تشرب القهوة بالملح ؟
اضطرب وأحس بالخجل ثم قال لها : القهوة بالملح تذكرني بالبحر وبأمي الراحلة
وازداد إعجابها به لوفائه
وتزوجا
واستمرت حياته معها أربعين عاما أنجبا خلالها الأولاد والبنات وتمتعا برؤية أحفادهما
وطوال الأربعين سنة استمر في عادته الغريبة بشرب القهوة بالملح
كانت حياته معها صافية ملؤها الإخلاص والوفاء
وكان عطوفا رقيقا يسع قلبه كل البشر
وبعد هذه العشرة الطويلة مرض ومات
وبكت عليه كما لم تبك من قبل
فقد فقدت الأخ والصديق بل والأب قبل أن تفقد الزوج
وبعد موته بأيام
عثرت على رسالة منه كتبها إليها
قال فيها :
عزيزتي
سامحيني
القهوة بالملح لا تطاق
ولا يتحملها بشر
ولكنني لأجلك شربتها طوال أربعين سنة
هذا لأنني عندما التقيت بك لأول مرة ومن شدة توتري واضطرابي أخطأت فطلبت القهوة بالملح
وخجلت من أن أصحح طلبي حتى لا تظني بي السوء
وفكرت بعدها في أن أصارحك
ولكنني خشيت أن أصارحك بأنني لا أتحمل شرب القهوة بالملح فتعتقدين بأنني كذبت عليك عندما أخبرتك أنني أحبها لأنها تذكرني بالبحر وبأمي
وحتى لا أصدم مشاعرك الرقيقة فضلت أن أستمر في شربها أربعين عاما وأن أتحمل طعمها الذي لا يطاق
فسامحيني
( قصة أعجبتني )


.

الأحد، 23 أكتوبر 2011

زواج البدناء Marriage of obese



حاول أن تتخيل معي قائمة المشاكل الاجتماعية التي يواجهها المجتمع

لا شك أننا سنعد قائمة طويلة من هذه المشاكل

ورغم أنه لا ذنب للبدناء كونهم أصبحوا بهذا الشكل إلا أن التبرؤ من المسئولية لن ينفي حقيقة وجود هذه المشاكل وحقيقة أنه آن الأوان لمناقشتها والبحث عن حلول عادلة لها

ورغم أنكم ربما ستتفقون معي أن قائمة المشاكل طويلة جدا إلا أنني سأحاول اليوم وضع يدي على المشكلة الأخطر وهي مشكلة زواج البدناء

ولعلكم ستتفقون معي أيضا في أن البدين يواجه مشكلة كبيرة في سبيل وجود الفتاة التي ستقبل بالزواج منه

طبعا تتضاعف المشكلة طرديا مع وزنه بمعنى أنه كلما زاد وزنه زادت صعوبة وجود الفتاة التي ستقبل بالزواج منه

والأمر بالنسبة للبدينات أقسى وأصعب

فالرجل البدين سيحظى في الغالب بزوجة تقبل ببدانته بسبب مشكلة العنوسة وكون الفتيات ( أو بعضا منهن ) مستعدين لقبول هذا المصير المؤلم بالنسبة إليهن ( وهو الزواج من البدين ) هربا من وقوعها في مشكلة البدانة أي أنها تنظر للموضوع من باب أخف الضررين حيث إنها في الغالب ( ودعونا نصارح أنفسنا ) تشعر بالاشمئزاز والهوان لاضطرارها بقبول عريس بدين خصوصا بسبب ما ستسمعه من كل المحيطين بها إلا أنها ترى هذا الاختيار أسهل وأهون من بقائعا بدون زوج لتخضع لضغوط غير إنسانية من المجتمع الذي تعيش فيه

إذن ففرصة الرجل البدين في الحصول على زوجة تقبل بتلك ( العاهة المستديمة ) ( والوصمة المخجلة ) ألا وهي البدانة

قد يكون هذا الكلام قاسيا ولكنني أفكر بنفس طريقة تفكير المجتمع الذي يرى في البدانة عارا وذنبا لا يغتفر

لذلك سامحوني إذا جرحت مشاعركم

هذا بالنسبة للرجل البدين

أما بالنسبة للفتاة البدينة فيالهول ما ستتعرض له

ستعيش في المجتمع منبوذة تشعر بأنها ولدت ناقصة وأن بها قصورا شنيعا وأنها لا تستحق الحياة

وستشعر كل يوم بأنها تعيش في مجتمع يكرهها ويسخر منها

فإذا وصلت إلى سن الزواج فإن عليها أن تتعايش مع ألمها الناتج عن رؤيتها يوميا لفتيات أصغر منها بسنوات كثيرة يتزوجن وينجبن وهي وحيدة معذبة تعاقب لأنها بدينة وتحتقر من الجميع

هي خارج حسابات أي شاب

وطبعا الأمر ليس في سهولة الرجل البدين الذي سيجد الزوجة بسرعة غالبا بسبب كثرة عدد الفتيات الراغبات بالزواج من أي عريس وخلاص

لكن في حالتها كيف ستجد الشاب الذي يقبل ببدانتها في حين أنه يرى أمامه طابورا طويلا من الفتيات

ومن الغريب أنه حتى الرجل البدين غالبا لن يتقدم لخطبتها لأنه للأسف سيفضل أن يتزوج من فتاة عادية مع أنه كان من الأولى أن يتعاطف معها من باب المشاركة الوجدانية ولأنه مر بنفس الظروف ولكنه ينكشف على حقيقته ليتحول هو الآخر إلى مجرد ترس في آلة القهر التي تطحن البدناء

إذن فالمشكلة الكبرى في الفتاة البدينة

ورغم أنني رجل ومن المستحيل أن أشعر بمعاناتها كاملة إلا أنني أؤكد أنني أشعر بها وأتعاطف معها وأتألم من أجلها إن لم يكن لأنني بدين وعشت هذه المشكلة كاملة فلأن أختي بدينة وعشت معها عدة سنوات أتألم من أجلها وأبكي لمعاناتها وهي ترى كل زميلاتها والأصغر منها بكثير يتزوجن وهي وحدها تتمزق حتى رزقها الله بالزوج وبالإنجاب

وربما تتضح المشكلة أكثر إذا ذكرت ملاحظة لها دلالة كبيرة وهي أن الرجل الذي تقدم للزواج منها بعد سنوات المعاناة كان متزوجا وطلق زوجته وله منها ابنة

لا أريد التفكير بهذه الطريقة ولن أفترض أنه لولا أنه كان يمر بهذه الظروف لما تقدم لها ولكنها مجرد ملاحظة أتمنى أن نضعها في الاعتبار عندما نفكر في مشكلة زواج البدينات

طبعا لن أتكلم عن الحب وعن استحالة أن يكون أحد طرفي أية قصة حب بدينا

فإنني في الحقيقة أرى هذا الموضوع مجرد رفاهية خصوصا إذا قارناه بمشكلة الزواج

غير أنني أذكر بأسى قصص زملائي عن المحبوبة الخاصة بكل منهم والمغامرات التي كانوا يمرون بها مع زميلاتنا في الفصل في حين كان من الطبيعي أن أظل ارج هذه الصورة طوال فترة دراستي وحتى فكرت في الزواج

ومن الطبيعي أن حالة الفتيات البدينات في هذا الموضوع أسوأ أيضا وأنه مقدر لها ( حتى لو كانت جميلة ) أن تظل تلعب دور صديقة المحبوبة دون أن تلعب يوما دور المحبوبة رغم أنها بالتأكيد كانت دائما محبة ( بضم الميم وكسر الحاء ) ولكنها محبة بلا أمل

كنت أرجو أن تكون هذه المدونة مكانا يريح فيه البدناء أعصابهم لا أن تكون سببا إضافيا في تلك المعاناة

وأرجو ألا تنظروا إلى هذه المشاركة على أنها تضع الملح على الجرح

أحبكم
.

الخميس، 20 أكتوبر 2011

إلى متى ؟

أهلا بكم
رغم أنني لا أجد أي تفاعل بالمرة
والتعليقات لا تكاد تذكر
إلا أنني سأفترض أن الكثير من البدناء يدخلون هنا
ويقرءون موضوعات المدونة
ولا أعرف سبب عدم تفاعلهم أو اهتمامهم بالرد
وبالطبع لا أعرف إذا كانوا يتفقون أم يختلفون معي فيما أطرحه هنا
وكنت أتمنى أن نتناقش في قضيتنا
وموقف المجتمع منا
وأن نتفق
وأن نختلف
ولكن شيئا من ذلك لم يحدث
وأشعر أن شيئا من ذلك لن يحدث أيضا
وكما قلت فإنني لا أعرف السبب
وحتى لو كانت موضوعات المدونة بدون أهمية
فقد كنت أتوقع القليل من المناقشة
حتى لو تضمنت تلك المناقشة نقدا لما أقول
وبالتدريج بدأت أدرك أن الأهداف التي أنشأت من أجلها المدونة غالبا لن تتحقق
ومن هذه الأهداف مايلي :
الهدف الأول : المشاركة الوجدانية
فلأول مرة من حياتي ( وبعد أن قاربت على الأربعين ) تحدثت عن بدانتي وهي القضية الشائكة المحظورة في حياتي وكنت أتمنى أن أشارك البدناء تلك المشاعر فأعرف ( وهذا شيء مهم جدا بالنسبة لي ) هل تلك المشاعر التي أشعر بها طبيعية أم لا ولكن هذا الهدف لم يتحقق منه شيء
الهدف الثاني : تكوين رأي عام قوي من البدناء والتحرك معا في اتجاه تكوين جهة ما تتولى الدفاع عن حقوق البدناء
السود دافعوا عن حقوقهم طوال مئات الأعوام والنساء دافعن ( وما زلن يدافعن ) عن حقوقهن
وكل طائفة أهدرت حقوقها جاهدت لاستعادة تلك الحقوق
حتى الطوائف التي كانت لهم مطالب متجاوزة تتعلق بحريات أثارت الجدل
كلهم كافحوا من أجل نيل مطالبهم
البدناء فقط صمتوا عما يتعرضون له من انتهاك
فلم نسمع يوما أن البدناء
أو مجموعة من البدناء
تجمعوا مطالبين بشيء أو معترضين على شيء
وغني عن القول أن هذا الهدف لم يتحقق
الهدف الثالث
وهو الوحيد الذي تحقق
أنني واجهت لأول مرة مشكلتي
رغم أنها ليست مواجهة حقيقية
لأنها لم تتم في العالم الواقعي
والذي يحتاج شجاعة أفتقدها كليا
ولهذا أعترف أنه لا يحق لي انتقاد صمت البدناء
فكلنا في ذلك سواء
أرجو أن تشاركوني الرأي

.

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

الأطفال والبدناء

أرجو أن تكونوا بخير
سألت نفسي سؤالا : من العدو الأول للبدناء ؟
وأجبت بدون تفكير : الأطفال
لا يكدر حياتي إلا الأطفال الذين يسخرون مني
لماذا يتفق كل الأطفال أيا كان سنهم وتعليمهم ومكانهم على السخرية من البدناء ؟
هل اتفق كل الآباء على تربية أبنائهم على السخرية من البدين وإيذائه في أي مكان يرونه ؟
وهل البدناء كالمختلين عقليا الذين كان الأطفال يطاردونهم في الشوارع كما نرى في الأفلام ؟
من السبب في ذلك ؟
لقد فطرني الله على حب الأطفال
فأنا أحبهم بجنون
ولكنني أعاني من فوبيا الأطفال
أخشاهم حتى الموت
وأتحاشى الالتقاء بهم في أي شارع
وما رأيت طفلا أبدا إلا وسخر من بدانتي
من يراني لا يصدق أنني أملك كل هذه المشاعر
فأنا مدرس
ومحترم جدا في المحيط الذي أعيش فيه
ويقدرني الجميع ويحترمونني والحمد لله
دون أن يعرفوا ما يموج في نفسي من مشاعر
ولكن السؤال الذي يشغلني أكثر
هل أنا البدين الوحيد الذي يمتلك كل هذه المشاعر ؟
.

الخميس، 13 أكتوبر 2011

ذكريات ३

دخل عليهم أبوهم منشرح الصدر
مبتسما على غير العادة في هذا الوقت من الإجازة الصيفية التي يجد نفسه فيها محاصرا بطلبات أبنائه التي لا تنتهي واحتياجاتهم في العام الدراسي الجديد
قال لهم ( له ولإخوته ) : لقيت لكم شغل
مسكين هذا الأب رفه أبناءه في صغرهم ولم يقبل بأن يتعلم أي منهم صنعة لأن ظروفه المادية كانت جيدة
وعندما ساءت الظروف مع مرور السنين وتزايدت احتياجات الأبناء ودخلوا الجامعة عاتب نفسه كثيرا : لماذا لم أتركهم يتعلمون صنعة مثل أقرانهم ليقفوا إلى جانبي الآن
كانت الظروف غاية في الصعوبة
وبالكاد يجدون ما يسد الجوع
وفرحت الأم كثيرا واستبشرت خيرا
بينما فكر هو ( أحد الأبناء ) في الأمر من زاوية أخرى حيث سأل نفسه : كيف سأواجه هذا الواقع الجديد وأنا الذي لم يسبق لي ممارسة أي عمل في حياتي إلا المذاكرة والتفوق ؟
سألوه عن العمل الجديد
فقال : بيع الحلويات في محل مشهور في تلك المدينة الشهيرة من محافظتهم والتي يقصدها الناس من كل أنحاء الجمهورية في فصل الصيف
واتضح أن جارهم الذي يعمل في المحل هو من عرض عليه أن يأخذهما ( هو وأخوه الأكبر ) معه للعمل في المحل
وأخبرهما الأب أن عليهما الاستعداد للسفر في صباح اليوم التالي
وبين الفرحة والترقب قضوا الساعات التالية
وفي الصباح حملوا حقيبة الملابس ( خرق بالية لا يملكان غيرها ) وركبوا السيارة إلى تلك المدينة المشهورة
سألوا حتى وصلوا إلى المحل المقصود
كان يجر أقدامه ويشعر بالخوف الشديد
وهو المتردد ضعيف الشخصية الهش الذي يكسره أقل شيء
دخلا إلى المحل
واستقبلهما جارهما
صحبهما إلى الداخل
وبدأ بسرعة يعلمهما كيفية وضع الحلوى في العلبة المخصصة
وكيفية ربط العلبة من الخارج
ورغم أن الوقت كان لا يزال مبكرا إلا أن المحل كان ممتلئا بالزبائن من المصطافين الذين يستعدون للعودة إلى محافظتهم حاملين الهدايا من علب الحلوى
وكان الجار يتنقل في خفة ليلبي طلب زبون ثم يعود إلى الأخوين ليعلمهما بسرعة كيف يغلفان علب الحلوى
عالم غريب
لم يتعود عليه
وكان يفكر في أشياء كثيرة : يفكر في هؤلاء المصطافين المرفهين ، وفي أنواع الحلوى التي لم يرها في حياته والتي يتمنى لو يتذوقها وفي صاحب المحل الذي اتضح أن الجميع يخافون منه
وقطع أفكاره دخول صاحب المحل
شابا فظا يريدي جلبابا أبيض ناصعا ونظارة سوداء
كان الكل حوله يتحركون في خفة ونشاط وسرعة خوفا منه
وكان يتعامل معهم بقسوة كالعبيد
ونظر صاحب المحل فجأة إليه وإلى أخيه بأجسامهما الممتلئة وارتباكهما الظاهر
وانطلق الجار إليه ليشرح له الموضوع ويخبره بأن هذين هما البائعان الجديدان
كانا يقفان بعيدا ( الجار وصاحب المحل )
يقف الجار أمامه صاغرا وقد بدا الغضب على صاحب المحل
وكانت الإشارات واضحة
وبدا أنه يسأله ساخرا : ألم تجد غير هذين الدبين
وهما ( الأخوان ) يقفان في ترقب وذلة كأنهما ينتظران الحكم عليهما
وكان قلبه ينبض بسرعة
وعاد الجار إلى داخل المحل محني الرأس
بينما توجه صاحب المحل إليهما بخطوات بطيئة كأنه يستعد لخطف روحيهما
وعندما أصبح على بعد خطوات منهما سألهما بغطرسة : معاكم فلوس تروحوا ؟
ثم أخرجج من جيبه عشرة جنيهات ومد يده في استعلاء
ورفضا أن يأخذا ال 10 جنيهات
وخرجا من المحل أذلاء يشعران بالخزي والهوان
وعادا إلى بيتهما مجللين بالعار
ولم ينس تلك الحادثة التي مر عليها سبعة عشر عاما

.

الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

ذكريات 2




كان جالسا في محل البقالة الفقير الذي يملكونه
غارقا في القراءة كعادته
على صوت إذاعة لندن وراديو مونتي كارلو رفيقيه الدائمين
وكان الحر شديدا
وفجأة رفع نظره ليشاهد طفلين يمران من أمام المحل
البنت عمرها ७ سنوات تقريبا والولد لم يتجاوز ثلاث سنوات
كانت البنت ممسكة بيد الصغير وهو يلهو ويتقافز
وعاد إلى كتابه الذي يقرأه
حب في المنفى
ما أروعك يا بهاء طاهر
كانت الرواية تملأ حياته طوال يومين قضاهما في قراءتها
سأكتب رواية طويلة وسأكون في شهرته
هكذا قال لنفسه
كان يجيد كتابة الشعر والقصة القصيرة والمقالات
ظل طوال عمره يفكر ويسأل نفسه : هل يريد أن يكون شاعرا مشهورا كنزار قباني ، أم قصاصا بارعا كيوسف إدريس ، أم كاتبا مبدعا كمحمد حسنين هيكل
ولكنه لم يصبح شاعرا ولا قصاصا ولا كاتبا ولا أي شيء
عاش على الهامش
منكبا على مشكلته الخاصة التي مزقته من الداخل
مشكلة البدانة
وسيموت على الهامش أيضا
لن يترك أي أثر
وبينما هو مأخوذ تماما بأحداث الرواية سمع صراخ البنت الصغيرة
قام مسرعا إلى باب المحل
فرأى البنت الصغير على مسافة قريبة منه واقفة على حافة بئر الماء الممتلئ
وآلة جذب الماء دائرة
وتنظر إلى داخل البئر وتصرخ
أين الولد ؟
سأل نفسه وهو يشعر بالرعب
وجرى إلى البنت
نظر إلى أسفل فوجد الولد يطفو ثم يغرق ثم يطفو ثم يغرق
ماذا أفعل
كاد يجن وهو ينظر حوله
لم يجد أحدا
الكل يتحاشى الحر في هذا الوقت
ولثواني أخذ يفكر
كيف سيقفز بوزنه الثقيل داخل الماء
أحس بالخوف
وفجأة
ولا يعرف كيف
انشقت الأرض عن أم الصغير
جاءت مهرولة وهي تصرخ
وقد فكت شعرها
لا يعرف كيف عرفت
وكادت الأم أن تلقي نفسها في الماء
واحتقر نفسه
فلسوء الحظ جاءت الأم وهو واقف يتفرج
متردد في القفز إلى داخل الماء وهو يعرف أنه غالبا لن يخرج حيا
قفز إلى الماء لا إراديا
لم يكن هناك أي حل آخر
فحتى الموت سيكون أفضل من أن يعيش بعاره إذا سبقته الأم إلى داخل البئر
ولحسن الحظ وجد الماء يتجاوز صدره
فحمل الطفل بسرعة ورفعه إلى أمه التي انكفأت لالتقاطه
وتجمع الرجال على صرخاتها
ومدوا إليه أيديهم لينتشلوه
واعتبروه بطلا
رغم أنه لم يسامح نفسه أبدا على لحظة التردد التي فصلت بين موت الطفل وخشيته على حياته

.

السبت، 8 أكتوبر 2011

ذكريات

حدث ذلك منذ سنوات طويلة
يطيب له أن يجلس ليجتر هذه الذكريات المؤلمة
ورغم كل ما تحمله تلك الذكريات من شجون إلا أنه يشعر بحنين إلى تلك الأيام
أيام الطفولة وأيام الشباب
يعتبر نفسه كهلا رغم أنه في ريعان الشباب
هو في التاسعة والثلاثين
الشيب غزا شعره
وقبل ذلك غزا قلبه
هل كانت تلك الأيام جميلة فعلا رغم ذلك الكم من الذكريات المزعجة
كان وقتها في الصف الأول الثانوي منتقلا من نجومية المرحلة الإعدادية التي كان فيها الأول بلا منازع إلى عالم جديدتوارى فيه إلى الظل بسبب الطلبة الجدد الذين اكتشف أن أغلبهم أكثر منه تفوقا وتميزا
وكانت الحصة حصة التربية الرياضية
ينتظرها زملاؤه بفارغ الصبر بينما يكرهها هو ويتمنى لو تختفي من جدول اليوم الدراسي نزلوا إلى الحوش
الكل يجري في سعادة
إلا هو
يجر خطواته
وبينما توجه زملاؤه إلى الملعب
توجه هو إلى مكانه المعتاد في هذه الحصة
ألا وهو حجرة التربية الرياضية ليكنسها وينظفها
لقد اختار لنفسه هذا المصير المهين وذلك الدور المقزز منذ أول يوم للدراسة عندما حاول التهرب من الجري حول الملعب تفاديا لسخرية زملائه الجدد والمدرسين المحيطين بالملعب فخيره مدرس التربية الرياضية بين الجري واللعب وبين تنظيف حجرة التربية الرياضية فاختار الثانية
وهكذا صار هذا مكانه في كل حصص التربية الرياضية
ممسكا بالمقشة لتنظيف الحجرة
وفي إحدى الحصص وبعد أن قام بعمله المشين نادى مدرس التربية الرياضية مطالبا الجميع بالتوجه إليه
كان المدرس جالسا على كرسي وأمر الطلبة ( بما فيهم صاحبنا ) بالالتفاف حوله
وفجأة وجه المدرس نظره إليه وقرر أن يجعله تسليته
طالبه بالتقدم خطوة
كان قلب صاحبنا ينبض في عنف
تقدم صاحبنا خطوة وهو لا يدري مصيره الغامض
يشعر بأنه غريب في عالم غريب
ويتمنى أن يختفي من الوجود
قال له المدرس : هل ترى هذا ( الولد ) ؟ قال ذلك وهو يشير إلى أحد زملائه في الفصل
قال : نعم أراه
قال : هاتهولي هنا
شعر بالقهر وهو يعلم أن حفلة التعذيب ستبدأ وأن كرامته ستمتهن بلا ذنب وشعر برغبة في البكاء وهو يتوجه إلى زميله ممسكا بذراعه ومحاولا جذبه إلى المدرس
وأشار المدرس بطرف عينيه إلى زميله إشارة معناها : إياك أن تأتي معه
وفهم الزميل الرسالة فثبت في مكانه رافضا التحرك
والكل من حوله يضحكون ساخرين
وهو يحاول بكل طاقته جذب زميله إلى حيث يجلس المعلم المجنون الممسك بالعصا
المدرس يضحك ضحكة شريرة والزميل يضحك ويزداد تشبثا بالأرض وزملاؤه يضحكون ويضحكون ولا يتوقفون وبعض المدرسين اجتمعوا ليتفرجوا على ذلك الطائر الصغير الذي يذبح ويسلخ جلده بلا رحمة
ضحك ضحك
وهو ( لتعاسته ) ما زال يحاول كالمجنون جذب زميله وهو مرعوب من ذلك المدرس الذي كان معروفا بقسوة القلب
والحفلة ( حفلة التعذيب ) تزداد سخونة والضحك يتزايد والكل يتفرج عليه بدون شفقة
وهو هدف مكشوف لمليون قناص يوجهون سهامهم إليه
جنون
كل ما حوله يثير الجنون
وفجأة
توقف كل شيء
وتجمد المشهد تماما
المدرس توقف عن الضحك
زملاؤه الضاحكون ثبتوا مكانهم وعلا وجوههم الذهول
وانفجر هو في بكاء هيستيري كالنحيب
واضعا يديه على وجهه
ومن يومها يسأل نفسه
لماذا استسلم لهؤلاء الجلادين ؟
لماذا لم يتوقف عن جذب زميله ؟
لماذا لم يصرخ في وجه المدرس : إذا كنت تريده فقم لتسحبه بنفسك ؟
لماذا لم يصرخ في وجوه زملائه : توقفوا عن التلذذ بتعذيبي ؟
لماذا ؟

.

الجمعة، 7 أكتوبر 2011

لكل البدناء

صبرك ويأسك بين إيديك وانت حر
تيأس ما تيأس الحياة راح تمر
أنا جربت من ده ومن ده ولقيت
اليأس مر وبرضك الصبر مر

.

الخميس، 6 أكتوبر 2011

وقفة احتجاجية واعتصام مفتوح للبدناء ( مطلب واحد : أن نعامل كبشر )


انتشرت المطالب الفئوية
والمظاهرات الفئوية
وانفجر الغضب الذي ظل لعقود مكبوتا
كل فئة الآن تبحث عن مصالحها
وتطالب بحقوقها
وتضغط بكل السبل لتحقيق تلك المطالب
وغالبا ينالونها
فئة واحدة ظلت بعيدة عن هذا المشهد الملفت
ومنزوية في الركن
وهي فئة البدناء
هل سيقدر لنا أن نشهد يوما وقفة احتجاجية للبدناء
أو اعتصاما مفتوحا
أو إضرابا عن العمل
أو أيا من وسائل الضغط الأخرى التي تتوافق تماما مع القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان
لنطالب بمطلب واحد
أن نعامل كبشر ؟
.

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

أشتاق للسجود I miss the prostration

بين يدي الله تشعر بالطمأنينة
فهو الملاذ
ومهما اشتد ظلم البشر فمن الجيد أن نشعر أن هناك إلها رحيما سيعوضنا عن كل صنوف القهر التي نتعرض لها
وكما نعرف جميعا فإن أقرب ما يكون الله من عبده وهو ساجد
ولا أخفي عليكم أنني اشتقت للسجود بين يدي الله
أريد أن أضع جبهتي على الأرض وأناجيه
الشوق لذلك يفتك بي
ولكنني ( كأغلب البدناء وخاصة من يعانون سمنة كبيرة ) محروم من السجود منذ سنوات طويلة
ولعلكم تعرفون السبب
وزني يمنعني من السجود
وأصلي جالسا على كرسي
وفي السجود أكتفي بالإشارة برقبتي إلى أسفل
ولن أخفي أنني توقفت عن الصلاة في المسجد من نظرات الناس إلي
ويؤلمني ( دون أي حقد وربي يشهد ) أن أرى من هم في سن أجدادي يصلون واقفين من حولي وأنا ( ولم أتجاوز الثلاثينات ) أصلي ( كالعاجز ) جالسا على كرسي
ويسجد الإمام فيسجدون من حولي ويضعون جباههم على الأرض بينما أحني رقبتي محروما من ملامسة جبهتي للأرض
لن أسجد أبدا لله
ورغم إدراكي أن الله سبحانه وتعالى ينظر بعين الرحمة إلى من هم في مثل حالتي
وأنه أباح لغير القادر الصلاة ولو بإشارات العينين
إلا أنني مشتاق إلى السجود
أنا تخين
وأعلم أن هذا قدري
ولكن هذا لا يمنع أنني بشر
وأنني أحتاج أن أسجد لربي
لأرجوه ألا يبتلي أولادي ( وأرى علامات البدانة تزحف إليهم ) كما ابتلاني
فهل تحملون عني هذه المهمة يا من تستطيعون السجود لرب العالمين
وأن تتكفلوا عني بهذا الدعاء
وجزاكم الله خيرا
.