blockquote> أنا تخين I m obese: ذكريات ३

الخميس، 13 أكتوبر 2011

ذكريات ३

دخل عليهم أبوهم منشرح الصدر
مبتسما على غير العادة في هذا الوقت من الإجازة الصيفية التي يجد نفسه فيها محاصرا بطلبات أبنائه التي لا تنتهي واحتياجاتهم في العام الدراسي الجديد
قال لهم ( له ولإخوته ) : لقيت لكم شغل
مسكين هذا الأب رفه أبناءه في صغرهم ولم يقبل بأن يتعلم أي منهم صنعة لأن ظروفه المادية كانت جيدة
وعندما ساءت الظروف مع مرور السنين وتزايدت احتياجات الأبناء ودخلوا الجامعة عاتب نفسه كثيرا : لماذا لم أتركهم يتعلمون صنعة مثل أقرانهم ليقفوا إلى جانبي الآن
كانت الظروف غاية في الصعوبة
وبالكاد يجدون ما يسد الجوع
وفرحت الأم كثيرا واستبشرت خيرا
بينما فكر هو ( أحد الأبناء ) في الأمر من زاوية أخرى حيث سأل نفسه : كيف سأواجه هذا الواقع الجديد وأنا الذي لم يسبق لي ممارسة أي عمل في حياتي إلا المذاكرة والتفوق ؟
سألوه عن العمل الجديد
فقال : بيع الحلويات في محل مشهور في تلك المدينة الشهيرة من محافظتهم والتي يقصدها الناس من كل أنحاء الجمهورية في فصل الصيف
واتضح أن جارهم الذي يعمل في المحل هو من عرض عليه أن يأخذهما ( هو وأخوه الأكبر ) معه للعمل في المحل
وأخبرهما الأب أن عليهما الاستعداد للسفر في صباح اليوم التالي
وبين الفرحة والترقب قضوا الساعات التالية
وفي الصباح حملوا حقيبة الملابس ( خرق بالية لا يملكان غيرها ) وركبوا السيارة إلى تلك المدينة المشهورة
سألوا حتى وصلوا إلى المحل المقصود
كان يجر أقدامه ويشعر بالخوف الشديد
وهو المتردد ضعيف الشخصية الهش الذي يكسره أقل شيء
دخلا إلى المحل
واستقبلهما جارهما
صحبهما إلى الداخل
وبدأ بسرعة يعلمهما كيفية وضع الحلوى في العلبة المخصصة
وكيفية ربط العلبة من الخارج
ورغم أن الوقت كان لا يزال مبكرا إلا أن المحل كان ممتلئا بالزبائن من المصطافين الذين يستعدون للعودة إلى محافظتهم حاملين الهدايا من علب الحلوى
وكان الجار يتنقل في خفة ليلبي طلب زبون ثم يعود إلى الأخوين ليعلمهما بسرعة كيف يغلفان علب الحلوى
عالم غريب
لم يتعود عليه
وكان يفكر في أشياء كثيرة : يفكر في هؤلاء المصطافين المرفهين ، وفي أنواع الحلوى التي لم يرها في حياته والتي يتمنى لو يتذوقها وفي صاحب المحل الذي اتضح أن الجميع يخافون منه
وقطع أفكاره دخول صاحب المحل
شابا فظا يريدي جلبابا أبيض ناصعا ونظارة سوداء
كان الكل حوله يتحركون في خفة ونشاط وسرعة خوفا منه
وكان يتعامل معهم بقسوة كالعبيد
ونظر صاحب المحل فجأة إليه وإلى أخيه بأجسامهما الممتلئة وارتباكهما الظاهر
وانطلق الجار إليه ليشرح له الموضوع ويخبره بأن هذين هما البائعان الجديدان
كانا يقفان بعيدا ( الجار وصاحب المحل )
يقف الجار أمامه صاغرا وقد بدا الغضب على صاحب المحل
وكانت الإشارات واضحة
وبدا أنه يسأله ساخرا : ألم تجد غير هذين الدبين
وهما ( الأخوان ) يقفان في ترقب وذلة كأنهما ينتظران الحكم عليهما
وكان قلبه ينبض بسرعة
وعاد الجار إلى داخل المحل محني الرأس
بينما توجه صاحب المحل إليهما بخطوات بطيئة كأنه يستعد لخطف روحيهما
وعندما أصبح على بعد خطوات منهما سألهما بغطرسة : معاكم فلوس تروحوا ؟
ثم أخرجج من جيبه عشرة جنيهات ومد يده في استعلاء
ورفضا أن يأخذا ال 10 جنيهات
وخرجا من المحل أذلاء يشعران بالخزي والهوان
وعادا إلى بيتهما مجللين بالعار
ولم ينس تلك الحادثة التي مر عليها سبعة عشر عاما

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق