حدث ذلك منذ سنوات طويلة
يطيب له أن يجلس ليجتر هذه الذكريات المؤلمة
ورغم كل ما تحمله تلك الذكريات من شجون إلا أنه يشعر بحنين إلى تلك الأيام
أيام الطفولة وأيام الشباب
يعتبر نفسه كهلا رغم أنه في ريعان الشباب
هو في التاسعة والثلاثين
الشيب غزا شعره
وقبل ذلك غزا قلبه
هل كانت تلك الأيام جميلة فعلا رغم ذلك الكم من الذكريات المزعجة
كان وقتها في الصف الأول الثانوي منتقلا من نجومية المرحلة الإعدادية التي كان فيها الأول بلا منازع إلى عالم جديدتوارى فيه إلى الظل بسبب الطلبة الجدد الذين اكتشف أن أغلبهم أكثر منه تفوقا وتميزا
وكانت الحصة حصة التربية الرياضية
ينتظرها زملاؤه بفارغ الصبر بينما يكرهها هو ويتمنى لو تختفي من جدول اليوم الدراسي نزلوا إلى الحوش
الكل يجري في سعادة
إلا هو
يجر خطواته
وبينما توجه زملاؤه إلى الملعب
توجه هو إلى مكانه المعتاد في هذه الحصة
ألا وهو حجرة التربية الرياضية ليكنسها وينظفها
لقد اختار لنفسه هذا المصير المهين وذلك الدور المقزز منذ أول يوم للدراسة عندما حاول التهرب من الجري حول الملعب تفاديا لسخرية زملائه الجدد والمدرسين المحيطين بالملعب فخيره مدرس التربية الرياضية بين الجري واللعب وبين تنظيف حجرة التربية الرياضية فاختار الثانية
وهكذا صار هذا مكانه في كل حصص التربية الرياضية
ممسكا بالمقشة لتنظيف الحجرة
وفي إحدى الحصص وبعد أن قام بعمله المشين نادى مدرس التربية الرياضية مطالبا الجميع بالتوجه إليه
كان المدرس جالسا على كرسي وأمر الطلبة ( بما فيهم صاحبنا ) بالالتفاف حوله
وفجأة وجه المدرس نظره إليه وقرر أن يجعله تسليته
طالبه بالتقدم خطوة
كان قلب صاحبنا ينبض في عنف
تقدم صاحبنا خطوة وهو لا يدري مصيره الغامض
يشعر بأنه غريب في عالم غريب
ويتمنى أن يختفي من الوجود
قال له المدرس : هل ترى هذا ( الولد ) ؟ قال ذلك وهو يشير إلى أحد زملائه في الفصل
قال : نعم أراه
قال : هاتهولي هنا
شعر بالقهر وهو يعلم أن حفلة التعذيب ستبدأ وأن كرامته ستمتهن بلا ذنب وشعر برغبة في البكاء وهو يتوجه إلى زميله ممسكا بذراعه ومحاولا جذبه إلى المدرس
وأشار المدرس بطرف عينيه إلى زميله إشارة معناها : إياك أن تأتي معه
وفهم الزميل الرسالة فثبت في مكانه رافضا التحرك
والكل من حوله يضحكون ساخرين
وهو يحاول بكل طاقته جذب زميله إلى حيث يجلس المعلم المجنون الممسك بالعصا
المدرس يضحك ضحكة شريرة والزميل يضحك ويزداد تشبثا بالأرض وزملاؤه يضحكون ويضحكون ولا يتوقفون وبعض المدرسين اجتمعوا ليتفرجوا على ذلك الطائر الصغير الذي يذبح ويسلخ جلده بلا رحمة
ضحك ضحك
وهو ( لتعاسته ) ما زال يحاول كالمجنون جذب زميله وهو مرعوب من ذلك المدرس الذي كان معروفا بقسوة القلب
والحفلة ( حفلة التعذيب ) تزداد سخونة والضحك يتزايد والكل يتفرج عليه بدون شفقة
وهو هدف مكشوف لمليون قناص يوجهون سهامهم إليه
جنون
كل ما حوله يثير الجنون
وفجأة
توقف كل شيء
وتجمد المشهد تماما
المدرس توقف عن الضحك
زملاؤه الضاحكون ثبتوا مكانهم وعلا وجوههم الذهول
وانفجر هو في بكاء هيستيري كالنحيب
واضعا يديه على وجهه
ومن يومها يسأل نفسه
لماذا استسلم لهؤلاء الجلادين ؟
لماذا لم يتوقف عن جذب زميله ؟
لماذا لم يصرخ في وجه المدرس : إذا كنت تريده فقم لتسحبه بنفسك ؟
لماذا لم يصرخ في وجوه زملائه : توقفوا عن التلذذ بتعذيبي ؟
لماذا ؟
يطيب له أن يجلس ليجتر هذه الذكريات المؤلمة
ورغم كل ما تحمله تلك الذكريات من شجون إلا أنه يشعر بحنين إلى تلك الأيام
أيام الطفولة وأيام الشباب
يعتبر نفسه كهلا رغم أنه في ريعان الشباب
هو في التاسعة والثلاثين
الشيب غزا شعره
وقبل ذلك غزا قلبه
هل كانت تلك الأيام جميلة فعلا رغم ذلك الكم من الذكريات المزعجة
كان وقتها في الصف الأول الثانوي منتقلا من نجومية المرحلة الإعدادية التي كان فيها الأول بلا منازع إلى عالم جديدتوارى فيه إلى الظل بسبب الطلبة الجدد الذين اكتشف أن أغلبهم أكثر منه تفوقا وتميزا
وكانت الحصة حصة التربية الرياضية
ينتظرها زملاؤه بفارغ الصبر بينما يكرهها هو ويتمنى لو تختفي من جدول اليوم الدراسي نزلوا إلى الحوش
الكل يجري في سعادة
إلا هو
يجر خطواته
وبينما توجه زملاؤه إلى الملعب
توجه هو إلى مكانه المعتاد في هذه الحصة
ألا وهو حجرة التربية الرياضية ليكنسها وينظفها
لقد اختار لنفسه هذا المصير المهين وذلك الدور المقزز منذ أول يوم للدراسة عندما حاول التهرب من الجري حول الملعب تفاديا لسخرية زملائه الجدد والمدرسين المحيطين بالملعب فخيره مدرس التربية الرياضية بين الجري واللعب وبين تنظيف حجرة التربية الرياضية فاختار الثانية
وهكذا صار هذا مكانه في كل حصص التربية الرياضية
ممسكا بالمقشة لتنظيف الحجرة
وفي إحدى الحصص وبعد أن قام بعمله المشين نادى مدرس التربية الرياضية مطالبا الجميع بالتوجه إليه
كان المدرس جالسا على كرسي وأمر الطلبة ( بما فيهم صاحبنا ) بالالتفاف حوله
وفجأة وجه المدرس نظره إليه وقرر أن يجعله تسليته
طالبه بالتقدم خطوة
كان قلب صاحبنا ينبض في عنف
تقدم صاحبنا خطوة وهو لا يدري مصيره الغامض
يشعر بأنه غريب في عالم غريب
ويتمنى أن يختفي من الوجود
قال له المدرس : هل ترى هذا ( الولد ) ؟ قال ذلك وهو يشير إلى أحد زملائه في الفصل
قال : نعم أراه
قال : هاتهولي هنا
شعر بالقهر وهو يعلم أن حفلة التعذيب ستبدأ وأن كرامته ستمتهن بلا ذنب وشعر برغبة في البكاء وهو يتوجه إلى زميله ممسكا بذراعه ومحاولا جذبه إلى المدرس
وأشار المدرس بطرف عينيه إلى زميله إشارة معناها : إياك أن تأتي معه
وفهم الزميل الرسالة فثبت في مكانه رافضا التحرك
والكل من حوله يضحكون ساخرين
وهو يحاول بكل طاقته جذب زميله إلى حيث يجلس المعلم المجنون الممسك بالعصا
المدرس يضحك ضحكة شريرة والزميل يضحك ويزداد تشبثا بالأرض وزملاؤه يضحكون ويضحكون ولا يتوقفون وبعض المدرسين اجتمعوا ليتفرجوا على ذلك الطائر الصغير الذي يذبح ويسلخ جلده بلا رحمة
ضحك ضحك
وهو ( لتعاسته ) ما زال يحاول كالمجنون جذب زميله وهو مرعوب من ذلك المدرس الذي كان معروفا بقسوة القلب
والحفلة ( حفلة التعذيب ) تزداد سخونة والضحك يتزايد والكل يتفرج عليه بدون شفقة
وهو هدف مكشوف لمليون قناص يوجهون سهامهم إليه
جنون
كل ما حوله يثير الجنون
وفجأة
توقف كل شيء
وتجمد المشهد تماما
المدرس توقف عن الضحك
زملاؤه الضاحكون ثبتوا مكانهم وعلا وجوههم الذهول
وانفجر هو في بكاء هيستيري كالنحيب
واضعا يديه على وجهه
ومن يومها يسأل نفسه
لماذا استسلم لهؤلاء الجلادين ؟
لماذا لم يتوقف عن جذب زميله ؟
لماذا لم يصرخ في وجه المدرس : إذا كنت تريده فقم لتسحبه بنفسك ؟
لماذا لم يصرخ في وجوه زملائه : توقفوا عن التلذذ بتعذيبي ؟
لماذا ؟
مساء الخير أحمد
ردحذفقصه مؤلمه
ومدرس لاقلب له
(لدى تعليق على موضوعك السابق يا أحمد فبرجاء مراجعته
فى قسم التعليقات (الرسائل الغير مرغوب فيها))
أطيب تحياتى
Rosittanita
أهلا بحضرتك
ردحذفأرجو أن تكوني بخير
هي ليست قصة
أو هي إن شئت قصة حقيقية
بطلها هو من يرد عليك الآن
وهي مجرد حلقة في مسلسل الإذلال الذي تعرضت إليه مرارا والتنكيل الذي تم ممارسته ضدي رغم أنني كنت دائما من المتميزين في كل شيء
فما بالك بالبدناء غير المتفوقين أو المميزين
هناك خلل كبير في عقلية المدرسين
وقد خرجوا لنا أجيالا مشوهة
وبالنسبة لتعليقك فقد تم نشره
واعذريني على التقصير
تحياتي