blockquote> أنا تخين I m obese: ذكريات

السبت، 8 أكتوبر 2011

ذكريات

حدث ذلك منذ سنوات طويلة
يطيب له أن يجلس ليجتر هذه الذكريات المؤلمة
ورغم كل ما تحمله تلك الذكريات من شجون إلا أنه يشعر بحنين إلى تلك الأيام
أيام الطفولة وأيام الشباب
يعتبر نفسه كهلا رغم أنه في ريعان الشباب
هو في التاسعة والثلاثين
الشيب غزا شعره
وقبل ذلك غزا قلبه
هل كانت تلك الأيام جميلة فعلا رغم ذلك الكم من الذكريات المزعجة
كان وقتها في الصف الأول الثانوي منتقلا من نجومية المرحلة الإعدادية التي كان فيها الأول بلا منازع إلى عالم جديدتوارى فيه إلى الظل بسبب الطلبة الجدد الذين اكتشف أن أغلبهم أكثر منه تفوقا وتميزا
وكانت الحصة حصة التربية الرياضية
ينتظرها زملاؤه بفارغ الصبر بينما يكرهها هو ويتمنى لو تختفي من جدول اليوم الدراسي نزلوا إلى الحوش
الكل يجري في سعادة
إلا هو
يجر خطواته
وبينما توجه زملاؤه إلى الملعب
توجه هو إلى مكانه المعتاد في هذه الحصة
ألا وهو حجرة التربية الرياضية ليكنسها وينظفها
لقد اختار لنفسه هذا المصير المهين وذلك الدور المقزز منذ أول يوم للدراسة عندما حاول التهرب من الجري حول الملعب تفاديا لسخرية زملائه الجدد والمدرسين المحيطين بالملعب فخيره مدرس التربية الرياضية بين الجري واللعب وبين تنظيف حجرة التربية الرياضية فاختار الثانية
وهكذا صار هذا مكانه في كل حصص التربية الرياضية
ممسكا بالمقشة لتنظيف الحجرة
وفي إحدى الحصص وبعد أن قام بعمله المشين نادى مدرس التربية الرياضية مطالبا الجميع بالتوجه إليه
كان المدرس جالسا على كرسي وأمر الطلبة ( بما فيهم صاحبنا ) بالالتفاف حوله
وفجأة وجه المدرس نظره إليه وقرر أن يجعله تسليته
طالبه بالتقدم خطوة
كان قلب صاحبنا ينبض في عنف
تقدم صاحبنا خطوة وهو لا يدري مصيره الغامض
يشعر بأنه غريب في عالم غريب
ويتمنى أن يختفي من الوجود
قال له المدرس : هل ترى هذا ( الولد ) ؟ قال ذلك وهو يشير إلى أحد زملائه في الفصل
قال : نعم أراه
قال : هاتهولي هنا
شعر بالقهر وهو يعلم أن حفلة التعذيب ستبدأ وأن كرامته ستمتهن بلا ذنب وشعر برغبة في البكاء وهو يتوجه إلى زميله ممسكا بذراعه ومحاولا جذبه إلى المدرس
وأشار المدرس بطرف عينيه إلى زميله إشارة معناها : إياك أن تأتي معه
وفهم الزميل الرسالة فثبت في مكانه رافضا التحرك
والكل من حوله يضحكون ساخرين
وهو يحاول بكل طاقته جذب زميله إلى حيث يجلس المعلم المجنون الممسك بالعصا
المدرس يضحك ضحكة شريرة والزميل يضحك ويزداد تشبثا بالأرض وزملاؤه يضحكون ويضحكون ولا يتوقفون وبعض المدرسين اجتمعوا ليتفرجوا على ذلك الطائر الصغير الذي يذبح ويسلخ جلده بلا رحمة
ضحك ضحك
وهو ( لتعاسته ) ما زال يحاول كالمجنون جذب زميله وهو مرعوب من ذلك المدرس الذي كان معروفا بقسوة القلب
والحفلة ( حفلة التعذيب ) تزداد سخونة والضحك يتزايد والكل يتفرج عليه بدون شفقة
وهو هدف مكشوف لمليون قناص يوجهون سهامهم إليه
جنون
كل ما حوله يثير الجنون
وفجأة
توقف كل شيء
وتجمد المشهد تماما
المدرس توقف عن الضحك
زملاؤه الضاحكون ثبتوا مكانهم وعلا وجوههم الذهول
وانفجر هو في بكاء هيستيري كالنحيب
واضعا يديه على وجهه
ومن يومها يسأل نفسه
لماذا استسلم لهؤلاء الجلادين ؟
لماذا لم يتوقف عن جذب زميله ؟
لماذا لم يصرخ في وجه المدرس : إذا كنت تريده فقم لتسحبه بنفسك ؟
لماذا لم يصرخ في وجوه زملائه : توقفوا عن التلذذ بتعذيبي ؟
لماذا ؟

.

هناك تعليقان (2):

  1. مساء الخير أحمد

    قصه مؤلمه

    ومدرس لاقلب له

    (لدى تعليق على موضوعك السابق يا أحمد فبرجاء مراجعته

    فى قسم التعليقات (الرسائل الغير مرغوب فيها))

    أطيب تحياتى
    Rosittanita

    ردحذف
  2. أهلا بحضرتك
    أرجو أن تكوني بخير
    هي ليست قصة
    أو هي إن شئت قصة حقيقية
    بطلها هو من يرد عليك الآن
    وهي مجرد حلقة في مسلسل الإذلال الذي تعرضت إليه مرارا والتنكيل الذي تم ممارسته ضدي رغم أنني كنت دائما من المتميزين في كل شيء
    فما بالك بالبدناء غير المتفوقين أو المميزين
    هناك خلل كبير في عقلية المدرسين
    وقد خرجوا لنا أجيالا مشوهة
    وبالنسبة لتعليقك فقد تم نشره
    واعذريني على التقصير
    تحياتي

    ردحذف