blockquote> أنا تخين I m obese: أنت تخين كده ليه ؟ أنت مش مكسوف من نفسك ؟

الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

أنت تخين كده ليه ؟ أنت مش مكسوف من نفسك ؟



كان الجو شديد الحرارة
وكان الطريق إلى موقف السيارات يكاد يخلو من المارة في هذا الوقت من الظهيرة
وكان يحث الخطى للوصول إلى الموقف والاحتماء بالظل من هذا الحر
يتصبب عرقا من فرط بدانته
ويفكر في الكتاب الجديد الذي عليه أن يشتريه ليتحاشى تهديد الدكتور
تعثر في حجر كبير لم يلتفت إليه وكاد يقع على وجهه
ماذا عساه يقول لأبيه
ومن أين لأبيه أن يؤمن له ثمن هذا الكتاب
إنه لم ينسى أن والدته خلعت قرطها وأعطته إياه في بداية العام ليتمكن من شراء ملابس وكتب
يومها بكى كثيرا وأحس بالمهانة
كره عجزه
أقرانه يعملون في الإجازة الصيفية ليؤمنوا لأنفسهم المصاريف في بداية الدراسة
تذكر في هذه اللحظة عندما بشره جاره يوما بأنه وجد له عملا في محل الحلويات الذي يعمل فيه طوال الإجازة الصيفية
ورغم فرحة أسرته الطاغية بهذا الخبر
وسعادته هو شخصيا
إلا أن كل شيء قد تهدم في اليوم التالي
كان حادثا بشعا لا ينسى
ذهب هو وأخوه ( البدين مثله ) مع جارهما إلى محل الحلويات
وقبل الظهر حضر صاحب المحل
إنسان متكبر ومتعجرف يتعامل مع العمال معاملة السيد للعبيد
وعندما رآه هو وأخاه
همس في أذن جارنا بعبارات حادة دلت عليها سحنته المتجهمة وإشاراته الغاضبة
وأشار إلينا من بعيد أن يخرجا ليكلماه
أدرك كل منهما أن مفاجأة سيئة بانتظارهما
ولم يخب ظنهما
سألهما بعنجهية وغرور وبكل قسوة
معاكم فلوس تروحوا
ثم أخرج من جيبه عشرة جنيهات
ومد بها يده إليهما
ولكنهما رفضا بإباء أن يأخذا منه شيئا
وعادا يجران أذيال الخيبة
مكللان بالعار
لا يدريان كيف يواجهان الأب والأم والإخوة الذين بنوا جميعا آمالا عريضة

كان يفكر في كل ذلك وهو يقطع طريقا لا يريد أن ينتهي إلى موقف السيارات
وفجأة وهو مستغرق في كل تلك الأفكار والذكريات
فوجئ بشخص أمامه ينظر إليه ببلاهة
في البداية تصور أنه معتوه
كان هذا الشخص نحيفا جدا
وعليه بلاهة
اعترض طريقه وهو يتلفت حوله
حاول أن يتفاداه ولكن هذا الشخص بدا مصرا على الوقوف أمامه
وفجدأة مد يده إلى جيب قميصه وأمسكه بقوة وهو يقول له
أنت تخين قوي ليه
نظر إليه مندهشا وأدرك أنه غير سوي
حاول أن يفلت يده الممسكة بجيب قميصه ولكنه أحكم يده فلم يستطع الخلاص
وأعاد عليه السؤال
أنت تخين قوي ليه
أدرك أن عليه " أن يأخذه على قد عقله " ليتخلص منه
أجابه : مفيش
فأعاد عليه السؤال أكثر من مرة وبحدة أكثر
أنت تخين قوي ليه
أخذ يتودد إليه بعبارات لا معنى لها على أمل أن يتركه
سأله : أنت منين
قال له : من كذا
فعاد إلى سؤاله المستفز المهين
أنت تخين قوي ليه
ولم يجد جوابا
كان المستقر في يقينه أن هذا الشاب مختل عقليا
وفي الحقيقة فإنه خاف منه
مما جعله يحاول تهدئته بذعر حقيقي
وتمادى هذا الشاب في إساءته وقال له وهو ينظر إليه باحتقار
أنت خايف كده ليه
أنت مش مكسوف من نفسك
كان يحدثه باشمئزاز من المستحيل أن يصدر عن مختل عقليا
وبعد لحظات قال له
أنا هأسيبك بس ما تعملهاش ثاني
ولم يصدق نفسه عندما أفلت الشاب جيب قميصه
وتركه وانطلق مسرعا
شعر بغصة في حلقه ومهانة لا حدود لها
وعندما وصل إلى الموقف فطن إلى كل شيء
لم يكن هذا الشاب مختلا عقليا
وإنما كان مجرد لص لمح الجنيهات القليلة في جيب القميص
فعمل تلك التمثيلية ولم يترك جيبه إلا بعد أن تمكنت أصابعه جيدا من الجنيهات
ولم يعرف هل يضحك أم يبكي
لقد ترك هذا الحادث في نفسه جرحا لم يندمل
وها هو اليوم يكتب لكم تجربته

.

هناك تعليق واحد:

  1. انا ممكن اكون مش تخين اوى يعا لكن فى الاول و الاخر تخين بردو .
    اكتر موقف بيضايق لما تبقى راكب الميكروباص و يطلع واحد مستفز و يقعد يلقح كلام على اساس انك واخد المكان كلة و مسيبة حتة يقعد فيها .
    مش عارف حاسس ان حكايتك دى قريبة اوى منى لية انا كمان كنت فى المرحلة الابتدائية و الاعدادية متفوق و اطلع من الاوائل و متميز على الجميع فى المدرسة و عندما انتقلت للثانوية وجدت من هم افضل منى بمراحل و بدات تقل صقتى بنفسى و اشعر اننى و لا متفوق و لا نيلة .
    الوالدين سببا لى ارق كبير كل شوى خس خس بص كرشك قد اية الى اخرة .
    كنت اكرة حصة الالعاب اشد الكرة اثناء تقسيم الفريق للعب الكرة كان زملائى يتشاجرون معا حتى لا اكون فى قرقة ايا منهم .
    لا اعلم ماذا اقول لك الا ان مدونتك متميزة و اسلوبك مميز حقا فقط استمر فى النشر و ساحاول اشهار مدونتك و تهيئتها لمحركات البحث حتى يشاهدها اكبر قدر من الناس .
    تحياتى لك

    ردحذف