blockquote> أنا تخين I m obese: يوم إجراء التحليل في المرحلة الثانوية The day of the analysis in the secondary school

السبت، 2 أكتوبر 2010

يوم إجراء التحليل في المرحلة الثانوية The day of the analysis in the secondary school



في المرحلة الثانوية انتقلت من قريتي الريفية إلى المدرسة الثانوية في المدينة القريبة من قريتي
وهناك أصبحت عاريا
في المرحلتين الابتدائية والإعدادية كان ثمة حائط صد أخير لي
ورغم أن حائط الصد هذا لم يدفع عني السخرية من بدانتي اللافتة
إلا أنه على الأقل كان يمثل تعويضا ضروريا لي يمنعني من الانهيار العاطفي الشامل
وأقصد بهذا الحائط عدم شعوري بالغربة لكون المدرسة في قريتي ( رغم أنني كنت أشعر بغربة وجدانية كاملة بسبب عقدتي الأبدية ) وأيضا تفوقي المبهر الذي كان يعطيني وضعا خاصا ومميزا رغم كل شيء
في المدرسة الثانوية انهار هذا الحائط تماما
وصرت عاريا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني
المكان غريب
والاغتراب موحش
وأنا انطوائي بطبعي
خجول لحد المرض
وكل هذا من موروثات البدانة
وكل ما حولي غريب عني
الأولاد والبنات والمدرسين وكل شيء
والأهم أنني فقدت ما يميزني
ألا وهو النبوغ والتفوق
لأنني في المدرسة الثانوية وجدت أقرانا جدد ومنافسين لم أعتد على وجودهم من قبل
وجوه جديدة
وعقول جديدة
بحيث خبا نجمي تماما
ومن أول يوم
اتضح لي وقتها أن تفوقي الباهر مجرد كذبة
وتميزي وسط زملائي واعتبار المدرسين لي فلتة من فلتات الزمن قد أصبح ماضيا منسيا
فحتى تفوقي كشفه منافسون جدد يفوقونني بمراحل
فأصبحت على الهامش في كل شيء
وربما هذا ما دعاني وقتها للدخول في متاهة الجماعات الإسلامية فأصبحت إخوانيا ثم هجرتهم إلى الجماعة الإسلامية ثم عدت للإخوان من جديد قبل أن أعرض تماما عن مسألة الإسلام السياسي وأصبح من أشد المهاجمين لها
المهم
عودة لذلك اليوم المشئوم
يوم أخذ العينة وطلوعنا إلى الميزان
كان ذلك أثناء دراستي بالصف الأول الثانوي
كانت المستشفى تقع في مواجهة المدرسة
واصطحبونا يوما للتحليل
وخلال الأمتارؤ القليلة التي تفصل بين المدرسة والمستشفى كنت أجر أقدامي كالعادة وأتلفت حولي مفكرا في الهروب
كانت فكرة الهروب تسيطر على تفكيري
ولكن جبني منعني
وبدأ زملائي يدخلون كل على حدة لأخذ العينة والصعود على الميزان
وكان في انتظاري مفاجأة سعيدة لأول مرة في هذه المناسبة المشهودة
كان كل من يدخل يسارع بالانصراف بعد أن ينتهي
وكان اسمي يبدأ بحرف الياء
وتأكدت أنني عندما سأدخل سيكون الجميع قد انصرفوا
فلن يشهد فضيحتي أحد
وبدأت أطمئن
ويرتاح قلبي
وحدث ما توقعته
ودخل الطالب الذي يسبقني مباشرة
وأيقنت أنني سأتلقى الطعنة وحيدا
وشعرت بفرحة غامرة
لأن الغمة التي أنتظرها من العام إلى العام ستنزاح بكل هذه البساطة
وبدون خسائر نفسية تذكر
إلا أن فرحتي لم تكتمل
فقد قتل ذلك الزميل الأخير فرحتي بإصراره على البقاء معي حتى ننصرف سويا
ونادى المنادي بصيحته الجارحة كحد السكين
98 كيلو
والتفت لأجد هذا الزميل مندهشا كأشد ما يكون الاندهاش
واضعا يده على فمه ليكتم ضحكته
ومتلفتا حوله لعله يجد أحد الزملاء ليشاركه الاندهاش والسخرية
وفي لحظة جبن وضعف وذلة جديرة بأن يذكرها التاريخ في صفحات القهر والهوان
رجوته واستحلفته بالله ألا يذكر الأمر لبقية الفصل
ولكن أنى لخبر مثل هذا ألا ينتشر كالنار في الهشيم
لتصبح أيامي في تلك المدرسة أكثر سوادا
ولكن الحسنة الوحيدة أنها كانت المرة الأخيرة التي أحضر فيها حفل السلخ هذا
تحياتي
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق