blockquote> أنا تخين I m obese: " رحم الله أبا ذر : يعيش وحده ، ويموت وحده ، ويبعث يوم القيامة وحده "

الأحد، 11 مارس 2012

" رحم الله أبا ذر : يعيش وحده ، ويموت وحده ، ويبعث يوم القيامة وحده "

أحمل تقديرا خاصا طوال عمري لصحابي جليل هو أبو ذر الغفاري 
ربما لا تعرفونه ، أو ربما ( وهذا مؤكد ) سمعتم عنه دون أن تعرفوا عنه شيئا 
ما اجتذبني إلى هذا الرجل سببان 
الأول : زهده في الدنيا ومحاربته لكنز الأموال ، ودعوته إلى توزيع أموال الأمراء والأثرياء على الفقراء والمحتاجين حتى قالوا عنه : أول اشتراكي في الإسلام 
ولقد قال لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا أَظَلَّتِ الخَضْرَاءُ، وَلاَ أَقَلَّتِ الغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ! مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى زُهْدِ عِيْسَى فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ)
ففي عصر عثمان بن عفان استمرت الفتوحات وتدفقت الأموال من البلاد المفتوحة ، فارس والروم ومصر، وظهرت بين المسلمين ( لأول مرة بعد وفاة الرسول ) طبقات غنية كنزت الأموال ، وبنت القصور ، وعاشت عيشة الأمراء،  كما ظهرت بجانبهم طبقات فقيرة لا تجد ما تقتات به .

خرج أبو ذر إلى معاقل السلطة والثروة يغزوها بمعارضته معقلاً معقل اً، وأصبح في أيام معدودات الراية التي التفَّتْ حولها الجماهير والكادحون ، وكان إذا نزل بأرض ردد قول الله تعالى : {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} [التوبة: 34، 35]. ولقد بدأ بأكثر تلك المعاقل سيطرة ورهبة هناك بالشام حيث معاوية بن أبي سفيان يحكم أرضًا من أكثر بلاد الإسلام خصوبة وخيرًا وفيئًا ، ويستشعر معاوية الخطر ، وتفزعه كلمات الثائر الجليل ، ولكنه يعرف قدره ، فلا يقربه بسوء ، ويكتب من فوره للخليفة عثمان بن عفان ، ويكتب عثمان لأبي ذر يستدعيه إلى المدينة ، ويجري بينهما حوار طويل ينتهي بأن يقول له أبو ذر : " لا حاجة لي في دنياكم " . 
وأرجو أن تلاحظوا الفرق الكبير بين هذا الصحابي العظيم وبين ما أصبح عليه الدعاة الآن الذين اتخذوا الدين تجارة ؛ فأصبحنا نرى ( وياللعجب ) رجال الدين وعلماءه هم الأكثر غنى ، يحاضرون ويلقون الدروس ويفتون ويقدمون البرامج على الفضائيات مقابل مبالغ خيالية ، بل إن أغلبهم لا يتقاضى أجره إلا بالدولار ، ويستمرون في كنز الأموال ، حتى أصبح الدين " بيزنيس " مضمونا ، فاستثمر الكثير من رجال الأعمال أموالهم في هذا المجال ، بعضهم فتح قنوات فضائية دينية تدر عليه الملايين ، وبعضهم يستضيف رجال الدين / المال في رحلات الحج والعمرة لجذب الحجاج والمعتمرين ، وبعضهم خصص خطوطا تليفونية للفتوى حيث الدقيقة بجنيه ونصف ، فمتى كان الدين " بيزنيس " ؟ وكيف نعقل أن يكون الدين وسيلة لكنز الملايين ؟ وبأي عقل نقبل أن يكون رجال الدين هم الطبقة الأكثر ثراء في مجتمع يعيش أغلبه تحت خط الفقر بكثير ؟ 


أما السبب الثاني الذي وضع حب هذا الرجل في قلبي فهو قول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) له : " رحم الله أبا ذر ، يعيش وحده ، ويموت وحده ، ويبعث يوم القيامة وحده " 
قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ذلك بعد الهجرة عندما رأى أصحابه شخصا مقبلا وحده في الصحراء فلما تبينه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ابتسم وقال : رحم الله أبا ذر ......... 
وحدته تلك تملكتني وأثارت إعجابي 
سبحان الله 
عاش وحيدا 
ومات وحيدا 
وسيبعث يوم القيامة وحده كما قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) 
أرى نفسي أشبهه 
طبعا لا أقصد زهده وتقواه 
وإنما أقصد عزلته ووحدته 
ولهذا أحببته 
رحم الله أبا ذر ، وحشرنا معه 
أحبكم
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق