blockquote> أنا تخين I m obese: كنت بدينا

الخميس، 22 سبتمبر 2011

كنت بدينا

كنت صاحب سمنة شديدة، أزن حوالي 114 كلغم مرتكزة حول البطن، مكونة خصراً عريضاً مع تشحمات بالكبد وارتفاع في أنزيماته، ولي تاريخ عائلي لمرض السكري، علاوة على أسلوب حياة مكتبي وعادات أكل برمجت منذ الصغر ما زلت أقوم بها من دون وعي.

نعم كنت مريضاً بالسمنة.. أقول مريضا، فالسمنة ليست مظهراً خارجياً ترضى عنه حينا وتمله في أحايين كثيرة، لكن الخلايا الدهنية الموجودة في منطقة البطن بين الأحشاء، هي خلايا نشطة وليست مخزنا للدهون فقط، كما كنا نظن، وهي تفرز مواد شديدة الخطورة تشارك في حدوث أمراض عدة كالسكري وضغط الدم المرتفع وتصلب الشرايين والجلطات وتكيس المبايض وتشحم كبدي ممكن أن يؤدي إلى تليف وسرطانات ناهيك عن الجانب الميكانيكي الناتج عن ثقل الحمل على الظهر والمفاصل.

وكنت طبيباً.. يقرأ مستقبله في صفحات الدوريات التي تتحدث عن السمنة، وكم هو مستقبل قاس إذا لم أنتبه إلى ما أنا فيه متخذاً قراراً صارماً بالرجعة، خاصة أن هناك أخباراً سارة أتت من دراسات كثيرة عن أن فقدان عشرة كلغم من الوزن يؤدي إلى نقص عشر درجات في الضغط الانقباضي و20 درجة في الضغط الانبساطي، ونقص حوالي 50% من نسبة السكر (الصائم)، ونقص 10% من إجمالي الكوليسترول، و15% من الكوليسترول الضار، و30% من الدهون الثلاثية، مع زيادة 8% في الكوليسترول النافع، أيضاً يتحسين التنفس أثناء النوم وتتحسن وظائف المبيض وفرصة الإنجاب لمن لديهم تكيس على المبايض وبصفة عامة تقل نسبة الوفيات بـ20%، أما من لديه سكري فتقل 30%، ومن لديه سرطانات تقل بنسبة 40%. أما من الناحية الميكانيكية، فإنقاص ا كلغم فقط يخفف حمل 10 كلغم على الظهر و4 كلغم على الركبتين.

كانت تلك هي الصورة وكان علي أن أختار.

كانت أولى الخطوات هي الإدراك.. نعم إدراك أن هناك مشكلة ولا بد من التغيير!.

الهدف هو المحافظة على صحتي والوسيلة هي إنقاص وزني (وكنت على وعي بعدم الخلط بينهما)، وبالطبع لن يحدث هذا من تلقاء نفسه، فكان عليّ أن أتعلم أساليب وطرقا تعينني على هذا.

الثقافة الغذائية كانت أولى خطواتي، فليس كل ما يوضع في الفم غذاء «وحسب ابن آدم لقيمات».. ولحسن الحظ، فالأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية (وليست السعرات العالية)، غالباً ما تخفف الوزن كالخضراوات والفاكهة مع بعض البروتين والنشويات، فتعلمت السعرات الحرارية وفسيولوجية الأكل والجوع والشبع، وما يصاحبها من تغيرات داخلية، وأتى وقت الحسم!

* واستخلصت آليات تساعدني على برمجة نفسي في الوضع الجديد، فالحماسة سوف تفتر ولن ينفع سوى البرمجة. وكنت أمشي حوالي نصف ساعة يوميا أستغلها أيضاً في الذكر والدعاء والتأمل. وبدأت إعداد بيئة جديدة من حولي للدعم، بيئة لا تسمح بالفشل.

وكان من حسن حظي أنني استوعبت أن التغيير لا يحدث بسرعة، بل على خطوات، وكلما زادت الخطوات، زادت فرص التغير بصورة أفضل، فتخلصت من القلق الناتج عن محاولة القفز الى الناتج بسرعة، أيضا استعنت بتجارب الآخرين، فقرأت كتبا كثيرة استخلصت منها ما يلائم تجربتي وظروفي واخص منها كتاب Dr. Phill.

مرحلة الممارسة، هي المحك، كانت برمجتي النفسية بدأت تؤتي أكلها، فكان الهدف واضحا والرغبة مشتعلة والصورة الذهنية عما سوف أحققه شاخصة أمامي مع حوار داخلي ايجابي مع تغير معنى الحرمان الذي قد يصاحب بعض الناس إلى معنى الصحة والفوز والإرادة.

كانت برمجتي النفسية مؤهلة، لكن البرمجة البيلوجية الناتجة عن عادة الأكل ذي الكميات الكبيرة، بدأت تطل عليّ في هذه المرحلة في إحساس بجوع شديد تصاحبه أعراض نقص السكر عما تعوده الجسم في السابق من دوخة وفتور. وكان من حسن حظي في هذه الفترة ظهور دواء يساعدني على الإحساس بالشبع، وقد ساعدني كثيراً في شهوري الأولى (Reductil).

الآن نقص وزني 30 كلغم، ما زلت مواظباً على هذا منذ ثماني سنوات. برمجتي الجديدة تمنعني أن أعود إلى سابق عهدي. إنني سعيد، فالوعي يكافأ والحياة تستحق أن نحياها بصحة جيدة.

«الحكمة أن تعرف ما الذي يجب أن تفعله، والمهارة أن تعرف كيف تفعله، والنجاح هو أن تفعله»

الدكتور ممدوح فريد عدس، زميل كلية الأطباء الملكية، لندن، في مركز الطائف الطبي


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق