blockquote> أنا تخين I m obese: بدانتي / بدانة أبي / بدانة ابني

الثلاثاء، 17 يناير 2012

بدانتي / بدانة أبي / بدانة ابني

فكرت كثيرا في اختيار عنوان مناسب لهذه التدوينة 
فكرت في عدة عناوين مثل ( أنواع البدانة ) و ( أطوار البدانة ) وغير ذلك من العناوين 
ولكنني وجدت كل العناوين غير مناسبة 
ولا تصلح للتعبير عن الفكرة التي أريد طرحها 
حتى وصلت إلى العنوان الحالي الذي أراه معبرا عما أريد طرحه 
والفكرة أن مشكلة البدانة ( في رأيي ) تتعلق ( أكثر ما تتعلق ) ب 3 أشخاص تحديدا 
كلهم يعانون بسبب البدانة 
وهم 
1 - البدين نفسه بالطبع 
2 - أبو البدين 
3 - ابن البدين 
وربما ترون هذا الكلام ساذجا ومكررا ولا يستحق أن أفرد له تدوينة خاصة به 
ولكنني أختلف معكم في الرأي 
إنني اليوم أطرح فكرة معاناة البدين ( بسبب بدانته ) من زاوية مختلفة تماما 
وحتى تصل الفكرة إليكم بالطريقة التي أريدها عليكم أن تتخيلوا معي ما يلي : 
محمد ( مثلا ) طفل بدين ، وليكن في العاشرة من عمره 
وأحمد ( مثلا ) أب ( غير بدين ) لطفل بدين ، في العاشرة من عمره ، اسمه علي 
بينما خالد ( مثلا ) ابن ( غير بدين ) لأب بدين 
الثلاثة يعانون أشد المعاناة 
وتتركز معاناتهم جميعا على البدانة 
( محمد ) يعاني ( وسيظل يعاني في الغالب حتى يموت ) ؛ لأن القدر اختار له هذا المصير الشنيع ( أن يعيش بدينا ) ، وتتضاعف معاناته إذا كان طفلا حساسا تؤذيه السخرية ( كحالنا جميعا في الغالب ) 
و ( أحمد ) أيضا يعاني لأن القدر اختار لابنه الصغير أن يكون بدينا ، وتعود معاناة أحمد ( الأب ) إلى ما يتعرض له ابنه من إيذاء نفسي ومعنوي وإحساس مرير بالنقص وسط أقرانه ، ما يجعل الابن يتألم بصفة دائمة ، والأب يتعذب بالتالي من أجله 
أما ( خالد ) فرغم أن القدر كان أرحم به من ( محمد ) الطفل البدين ، ومن ( خالد ) الأب الذي يتعذب بسبب بدانة ابنه ، إلا أن خالد ( النحيف سعيد الحظ ) يعاني أيضا ؛ لأن القدر الذي عافاه من البدانة ابتلى أباه بها ، فكان على ذلك الطفل الصغير أن يعيش معذبا لأجل أبيه ، وتحديدا لما يتعرض له من زملائه من سخرية على أبيه البدين خصوصا إذا رأوا خالد بالصدفة برفقة أبيه ؛ لذلك ستجد خالد ( في الغالب ) يتجنب وجوده مع أبيه في مكان واحد ، ولا يريد ( في الغالب ) أن يزوره أبوه في المدرسة ؛ حتى لا يجر عليه ذلك السخرية والمهانة 
محمد ( البدين ) ، وأحمد ( الأب غير البدين للطفل البدين ) ، وخالد ( الابن غير البدين للأب البدين ) هم جميعا نموذج لدائرة مخيفة تتسع وتتسع لتضم أشخاصا يعيشون مع الألم ومع الذل ومع المهانة ومع السخرية ومع النقص لأنهم يعانون ( مباشرة أو بطريقة غير مباشرة ) من البدانة 
أيهم يعاني أكثر من الآخر ؟ 
سألت نفسي هذا السؤال كثيرا ولم أصل إلى إجابة 
بالنسبة لي جربت ( وما زلت أجرب ) شعور البدين ، وجربت ( وما زلت أجرب ) شعور ( أبو البدين ) حيث بدأت تظهر على أطفالي أعراض البدانة 
وتمزقت ألما من أجلهم وهم يحكون ما يتعرضون له من زملائهم من السخرية والامتهان 
وقدر لي أن أرى معاناتي تتجدد مع معاناة أطفالي 
وأستطيع أن أؤكد أن آلامي لما يتعرض له أطفالي هي أضعاف آلامي بسبب بدانتي 
وعلى ذلك فإنني أعتقد أن معاناة أحمد ( أبو البدين ) تفوق معاناة محمد ( الطفل البدين ) 
ورغم أنني أتفرد بوضع خاص لأنني بدين وأبنائي بدناء 
ولكن معاناة ( ابن البدين ) هي المعاناة الوحيدة التي لم أجربها ؛ فأبي لم يكن بدينا  ؛ ولذلك فإنني شغوف بهذا الموضوع ( كيف ينظر ابن البدين إلى أبيه ؟ ) ولقد سبق أن ذكرت ذلك في تدوينتي الثانية عن فيلم ( إكس لارج ) لأحمد حلمي ، الذي كتبه ( أيمن بهجت قمر ) قاصدا التعبير عن معاناة أبيه الراحل ( بهجت قمر ) الذي كان بدينا 
وكل ما أتمنا أن أعرف حقيقة موقف أطفالي من هذا الموضوع ، رغم أنني واثق تمام الثقة أنهم يحبونني بجنون ؛ لأنني أحبهم حبا لا تصفه الكلمات 
ولكنني أعرف أنهم يعيرون بي 
وأن معاناتهم أيضا مضاعفة 
فبعض زملائهم يسخرون من بدانتهم 
والبعض الآخر يسخرون من بدانة أبيهم 
ما يجعل معاناته أكثر من معاناتي 
لا أريد أن تبدو التدوينة شخصية 
ولا أن تكون مقصورة على معاناتي ومعاناة أطفالي بسبب البدانة 
وإنما أريد أن تكون تلك التدوينة توصيفا دقيقا ( ما أمكنني ) لدائرة البدناء الذين يتعرضون للامتهان بسبب بدانتهم ، ووجهة نظر ( أتمنى أن تكون صحيحة ) تتلخص في شيء واحد : 
ليس البدين وحده من يعيش معذبا ، وإنما حوله الكثيرون يتعذبون ( بلا ذنب مثله ) بسبب بدانته 
وللأسف فقد وصل الإنسان إلى القمة علميا وتكنولوجيا وحضاريا 
ولكن المجتمع ما زال ( رغم كل هذا التقدم ) متوحشا 
أحبكم 
ملاحظة مهمة : تتضاعف المعاناة أكثر إذا كانت الشخصيات التي ذكرتها مؤنثة

.

هناك 3 تعليقات:

  1. كلام سليم وعين العقل.
    صحيح انت وضعت هالمدونة للتعبير عن شعورك وما بدك اي نصائح بخصوص الدايت وغيرها من امور الريجيم متل ما ذكرت في احدى التدوينات.
    لكن: البدانة مش حكم مؤبد بالموت, هي حالة قابلة للعكس, كونك بدين مش معناها تقضي عمرك بدين.
    انا انسانة بدينة في طريقي نحو الرشاقة باذن الله.
    ولاكون اصح في طريقي نحو التصالح مع نفسي, ما بهمني اي حدا تاني بالكرة الارضية غير نفسي ولانه بلشت احب نفسي وصلت لمرحلة اتقبل فيها الدايت وامشي فيه وافكر بخيارات صحية مستقبلية لحياتي.

    الابناء بشكل او باخر انعكاس لابائهم, الطفل بتنغرس فيه من الطفولة كتير قصص بيعملوها الاهل بوعي او بلا وعي ولما يكبروا الاطفال بتضل بعض من هالاشياء متاصلة فيهم.
    مثلا الشخص البدين الي بعاني ومريض ومش قادر يتحرك وبيتحمل كلام الناس هاد انسان ما بحب حاله لانه لو بحب حاله ما سمح لحاله يوصل لهون ولا تتوقع اولاده يكونوا بحال احسن منه وطبعا الحكي مش مطلق اكيد في دائما لكل قاعدة شواذ.

    انا بحكي بناء عن خبرة وتجربة وملاحظات.

    بتمنى تتقبل رايي

    ردحذف
  2. ملاحظة مهمة : تتضاعف المعاناة أكثر إذا كانت الشخصيات التي ذكرتها مؤنثة
    ربنا يبعت الفرج القريب
    بدينه تتمنى ان تعيش فى سلام

    ردحذف
    الردود
    1. انت ليه نسيت البدناء اللى بيبقوا عايشين فوسط عيله كلها تتمتع بالرشاقه

      حذف