blockquote> أنا تخين I m obese: أسوأ أيام السنة Worst day of the year

الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

أسوأ أيام السنة Worst day of the year





طوال سنين الدراسة كان هناك يوم في السنة هو الأسوأ على
الإطلاق
يوم ملون بلون الحزن
يوم أظل أحمل همه على كتفي من اليوم الأول للدراسة وحتى يمر
فإذا مر كنت أسعد إنسان في الوجود
إنه اليوم الذي كانوا يصطحبوننا فيه إلى أقرب وحدة صحية لعمل التحليل
والسبب في خوفي من هذا اليوم أنه كان يتم وزننا قبل إجراء التحليل
إنه يوم السخرية الموجعة
والضحكات الرقيعة
لا أذكر أننا مررنا بهذا اليوم المريع في المرحلة الابتدائية
ولكن تفاصيل هذا اليوم في المرحلتين الإعدادية والثانوية تلتصق بالذاكرة كوطواط ملعون
لا أنساها
ولن أنساها
في صباح أحد الأيام وكنت في الصف الثالث الإعدادي حيث كنت الأول على المدرسة بلا منازع ومن تكرار القول أن مكانتي المميزة في المدرسة لم تكن تمنع عني السخرية
بل ربما كانت سببا فيها
كما لم تكن تلك المكانة الرفيعة التي أتبوأها تمثل أي تعويض لي عما أشعر به من نقص ودونية بسبب بدانتي
المهم
كانت المدرسة في قريتي الريفية
وقريبة من المنزل
وفي هذا اليوم المشئوم اصطحبونا
وكنا مدرسة مختلطة
إلى الوحدة الصحية المجاورة لإجراء التحليل كما كان معتادا أيامها
وربما إلى الآن
كنت أقف في الصف منتظرا دوري
متمنيا في قرارة نفسي أن تقوم الساعة أو تهتز الأرض قبل أن تقع الواقعةةة فيحل دوري
كل طالب يسلم العينة ويتقدم إلى الميزان
كان الموظف ينطق الوزن بصوت عالي
لسوء الحظ
حتى يكتبه زميله في الركن الآخر من الغرفة
وكنت أتمزق ألما وخوفا وأتمنى لنفسي الموت حتى لا أتعرض لهذا الموقف المشين
وحلت اللحظة الحاسمة
سلمت العينة وتقدمت بخطوات مرتعشة وجسد ينتفض كأنه محموم
كنت أشعر أنني أتقدم إلى منصة الإعدام
وحدث ما توقعته
وأكثر
فتح الموظف فاه وأطلق ضحكة رقيعة وهو يقول بصوت عالي 95 كيلو
ولم يقصر الموجودون في الحجرة
ما بين ساخر بوقاحة ومندهش غاية الاندهاش من أن يصل وزن طالب في الصف الثالث الإعدادي إلى 95 كيلو ومن يضحك بكل صفاقة
وأنا واقف في المنتصف مستسلما لحفلة الشواء السادية منزوعة القلب
وأتعجب الآن من نفسي
ما الذي كان سيضيرني لو رفعت صوتي مستنكرا تلك السادية وهذا الانتهاك غير الإنساني لآدميتي
ولا أستغرب ذلك الجبن الذي أورثتني إياه البدانة
يومها لم أكف عن البكاء
ولكنني وياللعجب لم أشكو لوالدي ولا لوالدتي
فقد كان مجرد الكلام في هذا الموضوع يجرحني
مع أنني لو كنت قد تعودت على الشكوى والمصارحة فربما أعفاني ذلك من تلال الأحزان والمشاعر السلبية التي أجرجرها خلفي منذ ولدت وحتى اليوم


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق